adsense

2017/09/02 - 11:27 م


بقلم الأستاذ علي أبو رابعة

هناك من يتسائل دائما :كيف نحب فلانا ،ونحن لا نحبه ؟! ..
النبي -صلى عليه الله وسلم- أوجب الحب بين المسلمين حيث قال :" لا يؤمن أحدكم ؛حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ." رواه البخاري .
أوجب النبي الحب وجعله شرط الإيمان لأنه نظر إلى الجهة التى من أجلها خلقت البشرية وهي التعمير فى الأرض ،فكيف للتعمير أن يتحقق بدون حب وإخاء.
الحب يكون ،ويبني مجتمعا متماسكا، متكاتفا ..فالحب له نوعان: إذ أولهما :الرغبة فى السكينة في الرحمة، فى المودة ،فى العطف ،فى الحنان ،بل الرغبة فى القوة ،فى تدعيم الذات ،الرغبة فى التآلف ،القضاء على الشعور بالوحشة ..الخ
والنوع الآخر ،وهو حيواني ! السعي من أجل الشهوة الحيوانية ..شئ سخيف ،حقير، شئ دون المستوى .
إذا رأى أحدنا شخص يكرهه، فلماذا لا يمحص، ويبحث فى شخصيته عن صفات، يقبلها الدين والمجتمع ،فيحبها؟! .. وإن لم يجد صفات، يقبلها المعتقد الديني، والأخلاقي، فليبغض تلك الصفات، ولا يكره الشخص ذاته، وعليه بالاقتراب منه؛ لإرشاده !..فالكراهية لا تتأتى ،ولا يتحقق التغلب عليها إلا عندما يستسلم الإنسان إلى فطرته التي خلق عليها .. فلو تعامل الإنسان مع الناس بدون غل وحسد، اللذين يدفعان إلى الشحناء ،والبغضاء، ما كانت الكراهية .. فالذي يكره العيب فيه، فى قلبه، ولربما حتم الله على قلبه فجعله يكره الآخرين، ككره أبي جهل للمسلمين .. فعلى الباغض أن يتقرب من ربه، وأن يسأله أن يخفف عنه إبتلائه له!
قال تعالى : "إنما المؤمنون إخوة .." الآية سورة الحجرات.
نعم إن المؤمنين إخوة ، فلسفة الإخوة تعنى أن هناك تشابها فى شئ ما .. شئ ما يجمع بينهما ! فمثلا (حينما يشترى صديقي قميصا كقميصي، يكاد يقول المار علينا، أن قميصي أخو قميص صديقي)، فهناك اشتراك في شئ ما ،وهو اللون أو الماركة .. وهكذا نحن -المسلمين- مسلمون نشترك فى ديننا .. فالدين فكر وعقيدة إيمانية .. والفكر هو لسان العقل وهو منظم؛ بل وزير التخطيط للأعمال والأنشطة .. فلا يقوم إنسان بأداء سلوك ما أو نشاط ما إلا بعد تفكير عميق ! فالفكر هو الإنسان .. ونحن نتشابه فى فكرنا ومعتقداتنا، إذن فنحن إخوة .
الإثنان الأخوان من أب وأم، قد يكونان لا يحبان بعضهما البعض .. ولكنهما -فى النهاية- أخوان