adsense

2017/09/13 - 10:41 م


بقلم الأستاذ علي أبو رابعة

كلنا نتسائل ،ما الذي يجرى فى بورما خصوصا فى إقليمها راخين -او راكين- أراكان قديما ..؟! .

وما سبب ما يجرى هناك من أحداث وتباعيات معادية للأخلاق والمثل العليا والمواثيق والأعراف الدولية  ؟؟! .
وهل لدول الاسلام شأن فى ذلك ،خصوصا مشايخها وأئمتها ؟!
ما الدافع وراء كل تلك العمليات الاجرامية للروهنيجا .. ؟؟
اكيد هناك شئ خفى ..... !
..........
وليكن ..
يقولون أن القلة القليلة من سكان بورما والذين يعتنقون الدين الإسلامى- بالاخص -هم مهاجرون لاجئون متطفلون إلى أوطانهم منذ القرن الثامن الميلادى .. وهذا سبب شبه معلن كمبرر لطرد الروهينجا من راخين وطنهم.
لكن أعتقد أن السبب المبهم يشبه وصف البشر كغوييم فى التلمودية اليهودية ،حيث البشر ،هم غوييم -أى حيوانات- متجسدون فى شكل بشر سخرهم الله لليهود ؛لخدمتهم ،وحلال قتلهم ..وهذا كان سبب لكل عمليات الإجرام التى قام بها اليهود فى فلسطين منذ احتلالها الى حاضرنا ..وكل عمليات الإنتقام النابعة من ترسخ ظاهرة الاسلاموفوبيا فى أعماقهم الفكرية .
أعتقد أن مثل هذا الشىء وجد أو موجود فى العقيدة البوذية ..لأنه لا سياسة تفعل هذا بشعبها، الا فى حالة معارضة فئة ما ،او طائفة ما لنظام الحكم ..والروهينجا لا شأن لها بالسياسة او أى شئ داخل الدولة ،الا العمل الزراعى ،فهناك تشريعات تمنعهم من الالتحاق بالتوظف الصناعى او البيروقراطى او العسكرى .
دعنا من السبب وراء ذلك الاضطهاد قليلا...ولنركز كثيرا فى كيفية دخول الاسلام إلى بورما ؟!
دخل الاسلام بواسطة التجار العرب فى إقليم أراكان المطل على خليج البنغال فى عهد الخليفة العباسى هارون الرشيد فى القرن الثامن الميلادى ..
حيث يقول المؤرخ اسمارت فى كتابه "Burma Gazetteer" :
(حيث توسع الإسلام إلى تلك البلاد البورمية دون أى نشاط اسلامى او عسكرى بل انتشر بفضل صفات المسلمين الخلقية العالية التى إتصف بها العرب ..بمعنى أن الأخلاق والصفات الحميدة التى كانت لدى العرب المسلم كانت سببا فى تقبل سكان أراكان- راخين حاليا- للإسلام .)
بمعنى أن الموجودون فى أراكان لم يكونوا متطفلين أو مهاجرين أو لاجئين أو محتلين لها ..بل هم سكان أصليون جاءهم الاسلام فى عقر دارهم وتقبلوه لما به من سماحة ووداعة وصلاح للناس ..دون إكراه أو إجبار ..فضلا لا طوعا ،أو أمر،أو جبرا .
إذن ما سبب اضطهاد حكومة بورما للروهنيجا ..؟
حيث يقول أيضا  المؤرخ اسمارت فى كتابه "Burma Gazetteer" :
(كان للتجار العرب صلة وثيقة مع أهل أراكان قبل 788م ..ومن الأخبار الواردة الكثيرة فى مجىء العرب إلى أراكان خلال القرن الثامن الميلادى ،وإستيطانهم فيها :"  أن أسطولا صغيرا لسفنهم التجارية تحطم ؛نتيجة لمصادمة مع صخور البحر ،قرب جزر رحمبرى الأراكنية والتجار البائسون بعد أن نجوا من الغرق ،إلتجأوا إلى القرى المحلية ،ومن ثم بدأوا بنشر الإسلام والدعوه الى الله بين أهلها وكثير من تلكم التجار استقروا فيها واستوطنوها للأبد ،وتزوجوا من الفتيات المحليات ." ).
من تلك العبارات السالفة ،يبين للمتأمل والمتدبر فيها ،أن من استوطن من العرب فيها لا يتجاوزون العشرات ..لان أسطول صغير تجارى هو الذي غرق ،وغرق معه الكثير ،ومن نجا ،لجأ لأراكان ..والكثير من الناجين إستقر ..وهذا دليل يبطل حجة أنهم لاجئون ؛لأنهم قلة لن تتعدى الخمسة او العشرة نفر .
.......
وليكن ...
المؤرخ هارفى يقول فى كتابه "outline of murmese history"  😞 بعد القرن العاشر كانت البلاد لا تزال بوذية بالرغم من انتشار الديانة المحمدية ،وإنتشار المساجد ..ولا شك أن التأثير الإسلامى هو الذى أدى إلى إنتشار حجاب النساء فى أراكان أكثر منه فى بورما . )
وذلك الحجاب يا بروفيسور هارفى لم ينتشر فى بورما لأن اراكان ما زالت منفصلة عن بورما فى ذلك الوقت بالتحديد .
وبعد توالى 48 ملكا وسلطانا على أراكان ..جاء إلى أراكان الملك البوذى بودوبيه عام 1784 م مضطهدا ومعذبا ومدمرا ومفتكا ومحدثا بقعة مهببة مخربة  تجرى فيها أنهر من الدماء .
ضمت حينها أراكان الى بورما ..وفى قوانين الحروب حينما تهزم دولة أو إمارة ما وتفنى وتخضع خضوعا تاما إلى الدولة الأخرى فيجب على الأخير أن يضمها لإقليمه ..مثلما حدث فى الحرب الإيطالية الحبشية عام 1936م ..وانتهت بضم الحبشة لإيطاليا بدون أى معاهدات .
لذلك تبعا لعلم المنطق،على سياق هذا الموضع ..إذن أراكان أصبحت بورمية ،وأصبحت ضمن أقاليم بورما ..وطالما أن الدولة البورمية تريد التخلى عنها ،فلماذا لا تعلن إبعاد راخين عنها ؟! ..بدلا من شن وتدشين حملات الاضطهاد الدينى التى هى انتهاك لحقوق الانسان ،ويخالف المادة الثانية من الاعلان العالمى لحقوق الانسان الصادر فى 1948 م .
ومن كل ما سبق نسلم الى دليل واضح الى أن اراكان واقعة تحت احتلال بين وواضح منذ عام 1784 م ..وسبب كل ذلك الاضطهاد يحدث فيها لانها دولة محتلة ..!