adsense

2017/09/14 - 11:06 م



بقلم الأستاذ حميد طولست


في كل مرة يحل فيها اليوم الذي يؤرخ ليوم مولدي ، يصبح عمري أكبر مما كان عليه في اليوم الذي قبله ،  وسني يزيد عاما كاملا عن عمري بالأمس ، ومهما تظاهرت بالانشراح والفرح والسعادة ، فإن أشيئا كثيرة حولي وبدواخلي ، تهمس منبهة بأنني أصبحت بعمر يقرب من النهاية ، فينتابني الحزن والاكتئاب ،الذي مهما غلفته بمظاهر البهجة والسعادة ، ينكشف للعيان ،ليس بسبب مسالة القرب او البعد من خواتم التي لا يستطيع أي سوي من بني البشر أن يمنع نفسه من التفكير في حتميتها وما تجر على المتقدم في السن من أسئلة ملحة تفرض نفسها ، أمثال "ماذا عملت خلال ما مر بي من سنين العمر ؟" وإني هنا لا اقصد بسؤالي هذا ، ما يمكن أن يتبادر إلى بال الكثيرين ، مما يتعلق بالآخرة والحساب ، وماذا عملت لألقى به ربي ؟" وذلك لأن نظرتي الى الأخرة والساعة التي سأواجه بها ربي تختلف كثيرا عن ما يراها الاخرون لا تتعدى في مفاهيم الكثير منهم ، الصلاة والصيام والزكاة والحج ، بينما حقيقة التدين الصحيح عندي هو حالة سمو روحي وخلقي -إلى جانب الصلاة والصيام والزكاة والحج طبعا والتي لا أحد ينكر أنها أساس الدين-  حيث افضل الف مرة في ان القى ربي وانا اقول له "انظر يا ألهي ماذا عملت خلال عمري من اعمال مفيدة وماذا تركت ورائي لينفعهم ، على ان القاه وليس في جعبتي سوى حساب عدد الصلوات وسجل تعداد أيام الصوم ، وذلك لأن أعظم ما يمكن أن يقدمه المتدين الصادق لغيره ، ليس هو الصلاة والصيام والزكاة والحج –على أهميتها- بل هو ترجمة تلك العبادات إلى تصرفات يومية إنسانية بسيطة تنفع الناس ، من صدق وأمانة وعدالة اجتماعية وتحمل للمسؤولية ، وأداء للواجبات ، واحترام للوقت ووفاء للوعود وضبط للمواعيد ، ورفق بالحيوان ، ومحافظة على البيئة ، وغيرها من المبادئ السامية والتعاليم السمحة التي جاء بها الإسلام ، لتجعل من المسلم شجرة مثمرة تعطي ثمارها بفرح لمن حولها دزن من أو مباهات ، فكم أتمنى وأرجو أن أكون قد صرفت أعوام عمري المنقضية في ما ينفع الناس ويسعدهم ، وكل عام أنتم بالف خير..