adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/06/21 - 11:10 ص

بقلم الاستاذ حميد طولست

الوداد الرياضي أمام مانشستر سيتي نموذجا.

في لحظة كروية لا تنسى، واجه نادي الوداد الرياضي المغربي العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، مباراة لم تكن مجرد صراع كروي بين فريقين، بل تجلّت فيها معاني الشجاعة، والهوية، والانتماء. ورغم خسارة الوداد بهدفين نظيفين، فإن الحكاية التي كُتبت على أرض الملعب وفي مدرجات الجماهير وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، كانت أعظم من مجرد نتيجة ، حيث فرض الوداد نفسه على واحد من أقوى فرق العالم". وهو الفريق الذي جاء من دوري مصنّف 27 عالميًا، بميزانية متواضعة ولاعبين أغلبهم من الصف الثاني والثالث، لكنه لم يتراجع، لم يتخاذل، ولم يتلقَّ هزيمة ثقيلة كالتي تلقها ريال مدريد في عزّ مجده حيث خسر برباعية أمام فريق غوارديولا،... بل علّم العالم كيف تُلعب المباراة بشرف ، حيث لم يخض مباراة دفاعية يائسة، بل لعب كندّ، وهدّد مرمى السيتي أكثر من خمس مرات، ولولا بعض الرعونة وسوء الحظ، لربما كان للنتيجة حديث آخر، ما دفع  بيب غوارديولا ليقول عنه في مؤتمر صحفي:من يظن أننا سنفوز على الوداد 8-0 مخطئ... الوداد فريق كبير وله تاريخ غني، لديه جماهير تُضاهي أكبر الأندية الأوروبية"، وارغم النجم الإنجليزي فيل فودين  على لإعتراف -بعد مباراة الوداد الرياضي و مانشستر سيتي- : "بصراحة، لم أكن أتوقع هذا المستوى العالي من ف ريق إفريقي... الوداد فريق منظم بشكل رائع، سريع وخطير للغاية في التحولات. خلقوا لنا مشاكل حقيقية، وكادوا أن يسجلوا في أكثر من مناسبة. أظهروا شخصية قوية وشغفًا لا يصدق، وأعتقد أنهم قادرون على الذهاب بعيدًا في أي منافسة يشاركون فيها. كل الاحترام لهم، وأتمنى لهم التوفيق في ما تبقى من المشوار. وقد علق المعلق صـام الشوالي: على الجـميع ان يعـلم ان الوداد المغـربي لم يلعـب امام انتـر ميامي ولا يلاعُـب اولسان.. او سلاسبـورغ ...في رأي الوداد قدم افـضل مستوى في الجـولة الجولة الاولى بعـد الهلال رغـم الفوارق الشاسعـة بينهما الهلال يسير بميزانـية اكبر حـتى من الاندية الأوروبـية... الوداد فعـل كل شيء هاجـم صنع لعـب الند للنـد وصـل لمرمى السيتي في اكـثر من خـمس مرات ولم يحـالفه الحظ في التسجيـل...لو ان الوداد يملك مهـاجمين لكانـت النتيجة مغـايرة تماما.. علينا ان نحـيي الوداد على هـذا الاداء الراقـي"

ــــــ طبعا علينا أن نحيي رقي اداء فريق الوداد الذي قدم واحدة من أفضل المباريات في الجولة الأولى بعد الهلال، وكان يستحق أهدافًا لولا غياب اللمسة الأخيرة."وعلينا ان نحيي كذلك الجماهير الودادية التي امتدت من شوارع الحي المحمدي بالدار البيضاء إلى فيلاديلفيا ،ومنها  إلى كل القارات حاملة معها شغف واحترام فريق لا يُقاس فقط بالألقاب، بل بحجم الحب الذي يحمله ، والقيم التي يُجسدها فوق العشب الأخضر. فريقٌ مغربي بحجم قارة، والذي خُصصت له  مدينة فيلاديلفيا، يوما رسميا للاحتفال باسمه ، لتصبح الوداد أول نادٍ مغربي وإفريقي يُكرَّم بهذا الشكل في أمريكا. أما وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية، فقد امتلأت بصور الجماهير "المجنونة بحب كرة القدم".الذين لم تكن أعن آلاف المشجعين الذين حجّوا منهم إلى أمريكا، فقط على الفوز، بل كانوا يحملون رسالة: الوداد أكثر من فريق، هو هوية، هو انتماء، هو شغف يُورَّث ويُحتفل به.

شكرا المدرب بنهاشم ، برافو وداد الأمة ، لقد لعبتم دون مركب نقص ضد العملاق مانشستر سيتي ، تجرأتم على حارسه ، رغم خسارتكم بهفوتين ، وأضياع وابل من الفرص الحقيقية والتي كان بإمكانها صناعة المفاجأة

والآن وقد طُويت صفحة السيتي، ويتهيأ الوداد لملاقاة عملاق آخر: يوفنتوس الإيطالي، في مواجهة تاريخية تُعدّ الأولى رسميًا بين النادي الإيطالي وأي نادٍ من شمال إفريقيا. في انتظار التعويض ضد اليوفي والعين إن شاء ، نثق في لاعبينا ومدربنا من أجل كتابة التاريخ إن شاء الله ...فالوداد يكتب التاريخ، لا يتهرب منه.