adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/06/30 - 10:05 ص


بقلم الأستاذ حميد طولست

يؤسفني أنه كلما ناقشنا أولوية القضايا الوطنية، سارع البعض إلى تخويننا، أو وصفنا بـ"المتصهينين"، أو يدّعى أننا نُهاجم فلسطين لنُبرّر الصمت عن الظلم.

في نقاش حول قضية غزة وتازة، ردّ الأستاذ "ك ح" على من تساءل عن أسباب الغضب الانتقائي في بلدنا: ولماذا نخرج بالآلاف لنُندّد بجرائم الاحتلال، بينما نُشيح بوجوهنا عن التهميش في جبال المغرب، وعن الظلم في تازة، والفساد في الصحة، والبطالة في المدن المنسية؟

للأسف، الرد حمل كثيرًا من الانفعال وقليلًا من التبصّر. والذي من المهم أن نوضحه هنا على الشكل الآتي:

نعم، صحيح أن هناك في الغرب من يساند فلسطين، ولكن الغرب أيضًا يدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، ومظاهرات بعض مواطنيه لا تغيّر هذا التواطؤ الرسمي. إذًا، لا نُجمّل الواقع الغربي ولا نُقدّسه.

نعم، إن دعم فلسطين واجب أخلاقي، لكنه لا يعفي من دعم القضايا المحلية. لا أحد يقول إن فلسطين ضد تازة، بل نقول إن تازة لا يجب أن تكون منسيّة تحت غبار الخطابات الكبيرة. من حق المواطن أن يسأل: لماذا تنام ضمائر بعض النشطاء حين تُقمع احتجاجات الأساتذة أو تُهمّش القرى، لكنها تستيقظ فقط حين تقصف غزة؟

ليس وطنيًا من يضع "فلسطين" في فمه كلما أراد أن يُزايد على الناس، وليس عدوًا من طالب بتوازن بين نصرة الخارج والاهتمام بالداخل. العدالة لا تتجزأ.

وأخيرًا، كفى استخدام فلسطين كستار لتبرير العجز الداخلي أو للتغطية على فساد سياسي واقتصادي صارخ. فلسطين ليست ورقة في جيب أحد، ولا جدارًا نعلّق عليه صمتنا.

لنكن مع فلسطين، ومع تازة، ومع جرادة، وسيدي قاسم، وإمزورن...

ومع كل مظلوم، في كل مكان،

ولنبدأ بأن نكون عادلين في وطننا أولًا، ونكف عن وصف المخالفين بأنهم "متصهينون" أو "تابعون للشرعي وأذنابه" ذاك الخطأ الفادح، والعنصرية الفكرية المقيتة. فكرْ معنا، أو فكّر ضدّنا، لكن لا تُصادر حقنا في الاختلاف ، الذي لا يفسد للود قضية سواء تعلقت بغزة أو سيدي بوعزة.