adsense

2018/07/03 - 8:51 م

شهد مستشفى الأم والطفل بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، صباح هذا اليوم وقفة احتجاجية تضامنية مع ضحايا الاعتداءات بالمستشفى، خاصة مصالح المستعجلات والولادة، حيث ندد موظفو المركز بهذا الجو المرعب والغير المستقر، الذي أصبحوا يشتغلون تحت وطأته في غياب حلول جذرية من طرف المسؤولين لمعالجة هذه الوضعية الكارثية، وهذا الرعب الذي بات يخيم على المصالح الاستشفائية والإدارية للمؤسسة.
وفي اتصال هاتفي لجريدة القلم الحر، مع الممرضة القابلة سهام بوسدرة عضوة المكتب النقابي للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أكدت أن احتجاج اليوم بالمركز يدخل ضمن مسار نضالي مستمر ومتواصل للنقابة، مضيفة أن الاعتداءات على الأطر الصحية ليست وليدة اليوم، إلا أن وثيرتها تصاعدت في الآونة الأخيرة على شكل تهديدات لفظية و تهجمات وحشية حسب تعبيرها،  كان آخرها الاعتداء على (زينب.د) و(سامية.ح) بمستعجلات الاختصاصات، والترهيب والتهديد الذي تعرضت له الطواقم الإدارية بنفس المستشفى، ولم يسلم منه موظفوا إدارة الأم والطفل، واليوم الاعتداء على زميلنا (محمد أورحو) بمستعجلات الأطفال، وفي نفس ليلة  الحراسة كان هجوم مرعب على القابلات بمصلحة الولادة، والذي شكل تهديدا وترهيبا لجميع المداومات المرابطات بأكبر مصلحة للولادة بجهة فاس مكناس.
وأبدت المناضلة سهام بوسدرة تضامنها ومؤازرة زملائها لزميلاتهم بمصلحة إنعاش الخدج اللائي أصبحن يعانين في صمت، خاصة بعد تحول وحدة مستشفى النهار لوحدة مستعجلات تستقبل حديثي الولادة، وتقدم لهم العلاجات الضرورية، حيث أكدت أن هذه المصلحة تبقى مفتوحة أمام المرضى  والمرتفقين24/24  في غياب تام لأي رجل أمن بعد الخامسة مساء.
وسجلتت عضوة نقابة موخاريق، التضامن الواسع للجامعة الوطنية للصحة (UMT) مع جميع نساء ورجال الصحة عبر ربوع  الوطن، والذين كانوا ضحايا اعتداءات صارخة وهمجية، وصلت لحد الضرب المبرح والاحتجاز القسري بالسلاح الأبيض.
 وقالت إن ما شاهدناه وتابعناه أخيرا بمستشفى أولاد تايمة، ومستشفى مولاي يوسف بالبيضاء، وقبله بسلا والسويسي وطنجة والدريوش ومكناس وإقليم بولمان لمظاهر تدمي القلب وتشمئز لها النفوس.
وباسم الجامعة الوطنية للصحة بفاس، دقت بوسدرة ناقوس الخطر الذي أصبح يهدد بشكل شبه يومي مقرات عمل ملائكة الرحمة، محملة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين مسؤولية حفظ كرامة وكذا سلامة أرواحهم.
وشددت على أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال استمرار هذا الوضع المضطرب والمشحون، والذي كان لوزارة الصحة والحكومة النصيب الأوفر في تفاقمه، بسبب بعض التصريحات والخطابات السياسوية الرخيصة،حسب وصفها، والتي اعتبرتها المتحدثة تارة تحريضا للمواطنين على المهنيين، وتارة أخرى تعليق فشل سياساتها العمومية وعوار المنظومة الصحية، في إشارة منها إلى قلة الموارد وانعدامها أحيانا، وتنامي الضغط على الموظف البسيط(الحيط لقصير)، لتجعله خط الدفاع الأول في تبرير هذا العرض الصحي الهزيل والغير المنسجم مع انتظارات المواطنين البسطاء، وخاصة المعوزين منهم الذين يصدقون الاستعراضات التلفزيونية والخطابات الجوفاء المضللة، تضيف سهام
 ونبهت عضوة المكتب النقابي بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني من أن تتحول مستشفيات المركز،  لفضاءات يفرغ فيها بعض المرافقين مكبوتاتهم وأحقادهم على المنظومة الصحية الفاشلة، والسياسات العمومية المتهالكة، فنحن كنساء ورجال الصحة مواطنين كذلك، ونقوم بواجبنا المهني الإنساني على أكمل وجه؛ رغم انعدام التحفيز والإمكانات وغياب التواصل الدائم مع أصحاب القرار، الذين يهتمون بالشكل أكثر من المضمون.
وفي الأخير، طالبت محدثتنا إدارة المركز، بتحمل مسؤوليتها التامة في حماية جميع العاملين من ممرضين، أطباء، متصرفين، تقنيين، أعوان المساعدين في العلاج، عمال النظافة، الأمن، الكاتبات، وناقلي المرضى بتوفير ظروف عمل ملائم، والعمل الجدي والسريع علىفعيل ما اتفق بشأنه بتاريخ 17 ماي الماضي، كما حيت عاليا باسم الإتحاد المغربي للشغل جميع الأطر الصحية، التي عبرت وتعبر عن تضامنها المبدئي المطلق واللامشروط مع أصحاب الوزرة البيضاء عبر ربوع المملكة.