adsense

2018/07/18 - 11:06 ص

بقلم عبد الحي الرايس
فهذا يُفيدُ أن النموذجَ الذي ظلَّ يُراوحُ مكانَهُ استنْفدَ حضوره، وقام اسْتمرارُ ترتيبِ البلدِ أسْفلَ سُلَّمِ التنمية شاهداً على عُقْمِهِ وفشله، رغْمَ تَعْدَادِ الْمُسَوِّغات والْمُبرِّرات، والتأرْجُحِ بين الْوَعْدِ والْوَعِيد، والترْغيبِ والترْهيب.
وقد أكدتِ التجاربُ، الواحدةُ تلو الأخرى أن إطلاقَ عجلة التنمية بالوتيرة العالية ليس مشروطاً بتوفُّرِ الإمكاناتِ والثروات ، بقدْرِ ما هو مرهونٌ بتحرير الإرادةِ لدى الإدارةِ كما يُردِّدُ أحدُ الرموز الرُّواد.
واستلهاماً لتجاربَ صارتْ مَضْرِبَ الْمَثَل في عالمنا المعاصر حققتِ الارتقاءَ السريعَ من أدْنى مَراتبِ سُلَّم التنمية إلى أعلاها، نسْتحضرُ مُقوِّماتٍ لا تقبلُ الإرْجاءَ والالتفاف، يتصدرُها ويتنازعُ السبْقَ فيها:
ـ الأخذ بمبدإ تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية والقطع مع الامتيازات واقتصاد الريع.
ـ إسناد المسؤولية إلى مستحقيها وجعلها دوْماً مقرونة بالمحاسبة الفعلية أثناء الممارسة وبعدها.
ـ اعتماد اللغة المعيارية السائدة في البلد أداةً أولى للتعليم والإدارة والمناظرة والإعلام.
ـ تعميم التعليم وتفعيل إلزاميته وضمان مجانيته وتحفيز أطره، والارتقاء بأساليبه ومناهجه.
ـ تشجيع البحث العلمي، وخصه بالدعم المتنامي، وتوظيف نتائجه.
ـ تفعيل الحكامة بإشراك مختلف الفاعلين في تحديد الأولويات والاختيارات، والتصديق على المخططات، واتخاذ القرارات.
ـ تقدير المواهب والكفاءات، ومنح الشباب فرصة الإسهام في التطوير والتنمية، حيلولةً دون هجرة الأدمغة.
ـ الحزْمُ في مواجهة كل الظواهر الْمُخِلَّة بالتوازنات، الْمُسيئة للحضارة، والْمُعطِّلة لمسيرة التنمية.
ـ تمكين من ودَّعُوا الخدمة، وراكموا الخبرة من الإسهام في التأطير واستمرارية التكوين.
ـ تأكيد المصداقية يبعث الثقة في النفوس، ويشجع على الانخراط الجماعي في تعبئةٍ تُسَرِّعُ وَتيرةَ التنمية.
وصفْوةُ القول أن الانتقال من حال إلى حال لم يَعُدْ يستدعي العقود والأجيال، وإنما يقتضي العزم والاقتناع، والمبادرة والابتكار.