adsense

2018/07/23 - 3:58 م

بقلم الأستاذ حميد طولست
.. من سمات نواب الأمة الإنقسام والتشتت حول أي قصية من القضايا التي تهم المواطن ، كما فعلوا قبل أسابيع عند مناقشتهم لتقرير المحروقات وانقسموا إلى مِلَل و نِحَل نيابية ؟! لكنهم اللُّحْمَة عادت بينهم خلال مناقشتهم قانون المعاشات استطاع أعادت ووحدت مواقف "الخوانجية واليمينين والاشتراكيين والشيوعيين ،  حول شرعنة الريع ودسترته التي وقفوا من إجلها وقفة رجل واحد ، الوقفة الغريبة ، التي جعلت ذهن المواطنين المغربي الطيب يظن أنها وقفة من أجل مصلحتهوصالح الشعب بكامله، وأن أولويتها وغايتها الصرفة هي التخفيف على الطبقة الفقيرة ، ومواساة الفقراء فيما يعيشونه من ضيق وكمد مع الثلاثي الخطير "الجهل والفقر والمرض" الذياستشرى وباؤه في هذا البلد "الجميل" وبين كل فئاته المحدودة الدخل التي اتسعت دائرتها، ونزل دخلها اليومي إلى ما دون عشرة دراهم. الوقفة أو القومة البرلمانية المفتعلة التي تخيل عامة المواطنين البسطاء ، أن غرضها هو الاهتمام بما يجلب الثروة ، ويرتقي بمستوى حياة المواطن وتحقيق الرفاه له والتقليل من آثار شقاء الفقر وأسبابه الاجتماعية والاقتصادية والسياسة والثقافية وحتى الدينية التي تكبل إنطلاقته نحو المستقبل الواعد ، بينما حقيقة الأمر هي غير ذلك تماما ، كما فضحته القرارات التعديلية المفعمة بالتناقضات والاختلالات المرتبطة ، التي هي بكل بساطة مجرد مشروع دفعت به الفرق البرلمانية، المنتمية للأغلبية والمعارضة على حد سواء، للدفاع –عن قصد وتربص، وبإدراك ماكر- عن امتيازاتها في وجه شعب يعيش واقعا مأزوما مهزوما ، والتي يبقى في مجملها مشروعا لا يشكل اضافة مهمة للفكر السياسي المغربي، ولا يخلق نظريات قادرة على احداث ثورة في عالم السياسة والاقتصاد والاجتماع ، بقدر ما يعمل على تزييف وتزوير وعي الجماهير ، ودغدغة عواطفهم، بهدف خداعهم وتشتيت تركيزهم وإحباط وتسفيه قدراتهم على التحليل والفهم العميق الواعي لما يحاك ضدهم من مؤامرات الذين لم تشبعهم الامتيازات الخيالية والرواتب الفرعونية والمنح العديدة المتميزة، وكل أنواع الريع الذي لا يملك الرأي العام وثائق عنه، والذي لا تتوقف نفوس الكثير من النواب ، أغلبية ومعارضة، عن طلب المزيد منه ، ضدا في الحس الوطني الذي تتطلبه ممارسة مهامهم الخطيرة ، وضدا في الزهد والتقوى الذي يفرضه واجب إصلاح أمور الوطن والمواطن الذي أنابهم على مصالحه التي ليست لعبة ، والتي لا شك أن الله والتاريخ سيحاسبهم  كل من تهاون أو قصر فيها من المسؤولين ، وخاصة إذا كان المسؤول ، إنسانا غير عادي، وكان من نواب الأمة، ولم يهتم بأمور من انتخبوه بعد أن غابت عنه الروح الوطنية، وانمحت معالمها من أجنداته وممارساته، ولم يعد يؤمن بغير لغة المصالح..
حفظ الله ومغربنا العزيز وأهله من بلوى هذه النوعية من النواب الذين غيابهم أفضل لنا من حضورهم لأنه يعفينا مما ينشرون من اليأس والتيئيس وفقدان الثقة بين الناس بشدة جوع الكثير منهم للمال العام  المثير للغثيان.