adsense

2017/05/07 - 12:20 ص



انقلبت الانتخابات الرئاسية الفرنسية رأسا على عقب أمس بالكشف عن عملية قرصنة كبرى فى الوقت القاتل الذى سبق توجه الناخبين للإدلاء بأصواتهم اليوم - الأحد - فى الجولة الثانية الحاسمة التى ستحمل أيا من الشاب الوسطى إيمانويل ماكرون أو اليمينية المتطرفة مارين لوبان إلى قصر الإليزيه، ليكون الرئيس الحادى عشر للجمهورية الفرنسية الخامسة.
فقبل ساعة واحدة فقط من بدء مرحلة الصمت الانتخابي، شهدت الانتخابات حادثة جديدة تمثلت فى تسرب آلاف الوثائق من حملة المرشح الوسطى على موقع تويتر وتناقلها اليمين المتطرف والفرنسيون على الفور، فيما وصفه الوزير السابق بأنه محاولة لزعزعة الاستقرار الديمقراطي، مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة فى الولايات المتحدة.
وبلغ حجم هذه الوثائق الداخلية لحملة ماكرون 9جيجابايت تم بثها على الإنترنت من قبل مستخدم يطلق على نفسه اسم "إيمليكس"، على غرار موقع التسريبات الشهير "ويكيليكس".
ومن جانبه، قال موقع ويكيليكس الأشهر إنه توجد فى المجموعة هناك آلاف الرسائل الإليكترونية والصور والوثائق المرتبطة بها يعود آخرها إلى 24 أبريل أى غداة الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية.
وفى بيان يوم أمس، وبعد نشر التسربيبات مباشرة، أوصت اللجنة الوطنية لمراقبة الحملة الرئاسية الفرنسية وسائل الإعلام بحظر نشر مضمون هذه الوثائق، قائلة إن نشر أنباء كاذبة يمكن أن يخضع لحكم القانون، منعا للتأثير على اتجاهات الناخبين، علما بأن آخر استطلاع للرأى قبل الصمت الانتخابي، وقبل التسريبات أيضا، كانت تشير إلى تفوق ماكرون بنسبة 63٪ مقابل 37٪ لمنافسته، لكن نسبة المشاركة المحتملة ضئيلة نسبيا، ولا تتعدى 68٪.
وكشف موقع "تيك كرانش" التكنولوجى عن أن الإيميلات المسربة من أعضاء فى حزب "إلى الأمام" التابع لماكرون، تكشف عددا من الحقائق المثيرة للجدل، حول خطط وبرامج المرشح المستقل، إذ تحتوى على مناقشات مرتقبة للميزانية التى ينوى ماكرون أن يقرها فى حالة فوزه فى الرئاسة، وهى تشير إلى تضليل ماكرون بشأن تلك الميزانية، حيث تختلف بصورة كبيرة عن وعوده التى قدمها فى برنامجه الرئاسي.
كما تضمنت الرسائل أيضا نيته الحصول على عدد من القروض للنهوض بالاقتصاد، وهو ما رأت وسائل إعلام عالمية، بأنه يشكل تهديدا حقيقيا لماكرون، خاصة وأنه يرفع راية إعادة الهيبة للاقتصاد الفرنسي، وتلك القروض تجعله يخضع للدول المقرضة.
وفى موسكو، أعلنت شبكة "روسيا اليوم" ووكالة "سبوتنيك" الروسيتان القريبتان من الكرملين أنهما تنويان ملاحقة المرشح ماكرون لاتهامات بنشر أنباء كاذبة، فى إشارة إلى ما ذكره المرشح فى فبراير الماضى عن هجمات متكررة على الموقع الإليكترونى لحملته الانتخابية مصدرها أوكرانيا خصوصا، وكذلك نشر شائعات أو تصريحات مهينة له من قبل المواقع الإليكترونية الروسية العامة "سبوتنيك"  و"روسيا اليوم" باللغة الفرنسية.
وكان آخر يوم للحملات الانتخابية الفرنسية قد شهد احتجاجات ضد مرشحة اليمين المتطرف، عندما زارت أمس الأول - الجمعة - كاتدرائية ريمس استقبلها حشد من الشباب المتظاهرين بصيحات استهجان.