adsense

2017/05/18 - 12:58 م


بقلم حميد هيمة


معارضة المخزن، والمطالبة بالحقوق، لا تبيح، بأي شكل من الأشكال، وصف باقي الأقاليم المغربية بالعروبية أو الشلوح أو شليحات الداخل.
كل الحركات الثورية أو الحركات الاجتماعية، التي تتطلع، في الحالة الأولى، لتقديم البديل عن النظام القائم، وفي الحالة الثانية، لانتزاع مكاسب مادية أو معنوية لفائدة فئات اجتماعية أو مجالات إقليمية مهمشة ، تحرص على بلورة قيم ثقافية متعارضة مع النعرات الطائفية والمواقف العنصرية ومتحررة عن السلطوية..الخ.
لا يمكن، بكل الأحوال، إلا معارضة التحكم المخزني، والتهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي يطال مناطق معتبرة من الوطن. لكن هذه المعارضة لا تستعدي هذا الوطن، بل تكافح من أجل انتزاع المواطنة.
السلطة وأحزابها، لن تفلح في عزل الحركات الاجتماعية "الإقليمية" عن سياقها الوطني، لكن الخطاب المنفعل والمسيء لباقي الأقاليم والمكونات الهوياتية أو المتجاوز لسقف الوطن، قد ينجح فيما فشلت فيه السلطوية!
 لا يمكن مقاومة هذا التسلط السياسي والاقتصادي، إلا بتقوية المشترك الوطني والمواطناتي. ومناصرة الحركات الاجتماعية والسياسية لا تعني التواطؤ عليها بالصمت إزاء انحرافاتها المحتملة! عدا ذلك، فإنها تتحول إلى أصنام ومقدسات لا تقبل الاختلاف بشكل يحيل لجوهر السلطوية.