adsense

2017/05/17 - 1:14 م



بقلم الأستاذ حميد طولست


من أغرب قصص الزواج غير المتكافئ في السن ، تلك القصة التي تحكى عن الرئيس الفرنسي ماكرون وزوجته بريجيت البالغة من العمر 64 عاماً ، والتي تسببت في جدلٍ كبير في العالم عامة والعربي والمغربي خاصة ، والأغرب فيها أنه لا أحد تفاعل مع قصة زواج أخرى مماثلة لها ، كان فارق السن بين بطليها ، هو نفسه في القصة الأولى ، وهي قصة زواج الرئيس الأميركي دونالد ترامب (70 عاماً) بميلانيا ترامب (46 عاماً) ، والتي كان فارق السن بينهما 24 عاماً ، ومع ذلك لم يثر ذلك إستغرابا في العالم العربي والمغربي ، لأنه وبكل بساطة كان الزوج هو الكبر سنا ، وليس الزوجة ، وذلك لأن زواج الرجل في تلك العوالم بفتاة تصغره سناً، هو أمر متبع ومتفق عليه في غالبية مجتمعاتها ، بل ويعد لدى الكثيرين شطارة و"قفوزية" وحظا سعيدا ، حتى أنهم سنو الشرائع المحللة لزواج القاصرات ،  بينما يبقى من يتزوج بمن تكبره سناً ، ظاهرة غريبة ، وكارثة يرفضها المجتمع ، وترسم على الوجوه علامات التعجب والاستغراب ، ويُعرّض من يفعلها ، للسخرية والهزء ، ويعتبر إما مسحورا إذا كانت المقترن بها من عائلة فقيرة أو متوسطة الحال ، أما إذا كانت "متريشة" ، فيقال عنه أنه مجرد طماع  تزوجها لمالها ، أما إذا كانت من بلاد المهجر، فيقال أنه ما ارتبط بها إلا من أجل "أوراق" الهجرة ، وكل ذلك وفقاً لنظرة المجتمع السلبية عن الزواج من المرأة التي تكبر زوجها في السن، والذي لا أحد يقبل بما تأكده الكثير من الدراسات العلمية والتربوية ، بأن زواج الرجل بالمرأة الأكبر سنا يكون في الغالب الأعم هو الأنجح من غيره ، لأن عقل المرأة وقدراتها تفوق القدرات العقلية للرجل الأصغر منها سنا ، ومع ذلك فإن المجتمعات الشرقية ترفض زواج المرأة برجل أصغر منها في السن،وتقبل العكس ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تزوج بالسيدة خديجة «ع» التي كانت تكبره بعدة سنوات ، ضاربا للمسلمين المثل على أن فارق السن في الزواج ، لا يشكل عائقاً في حال كان الحب عظيماً ، كعظمة الحب الذي جمعه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديدة «ع» ،  لأن السعادة الزوجية لا تقاس بمعيار العمر ، المعيار الذي جعله العالم الشرقي معيارا أساسيا في اختيار شريك الحياة ، يصعب التمرّد عليه أو قهره ، ومن يفعل ذلك سيعير به !!..