adsense

2017/05/13 - 9:13 م



بقلم الأستاذ حميد طولست


استفزاز، هو بكل اختصار وبكل صراحة ما يمكن قوله عما أصبح يطالعنا على "الفيس " من التدوينات المباشرة والحادة والمتعجرفة التي تقف وراءها الكثير من الجهات المتربصة بأمن وسلامة الوطن ، والمتحينة لفرص الانقضاض عليه وعلى موطنيه ،عند ادنى خطأ أو هفوة ، وحتى  بدونهما،  لفرض نمطية تفكير اقصائي فئوي عليهم وعلى ما يزخرون به من تنوع فكري ، وانفتاح على تلاقح الافكار،  ببلطجة فكرية وقحة متغطرسة ، صيغت من شرائع متخلفة بالية ، وقيم ومعاير مقلوبة ، يسعى مبدعوها ، الذين لا يجدون السعادة أو راحة البال إلا إذا كانوا تحت أضوء المصابيح الكاشفة ، وموضوعا يتناوله الجميع بالاتفاق معهم أو بالاختلاف عليهم ، لا يهم ماداموا هم محور تلك الأحاديث وجوهر نقاشاتها ، وإذا نظرنا إلى الأمور بشيء من حسن الظن فإننا لن نجد عيبا في أن يسعى الإنسان للتأثير في وسطه سياسيا واجتماعيا ، حتى لو ارتبط بشيء من حب الظهور والحرص على الشهرة والجري وراء الأضواء ، شريطة أن يرتبط ذلك بما ينفع الناس ، أما أن يكون الهدف هو دغدغة عواطف الشارع المحافظ ، عاطفياً ودينياً لحشده وضمان اصطفافه لجهة ما ، وخدمة أهدافها المعلنة وغاياتهم المبطنة بالتدين المبالغ فيه ، حتى لو كان الثمن إلحاق الضرر بالغير ، بأفتعال المشاكل واشعال الفتنة بين الآمنين،  فذاك الخطأ الذي لا يحق السكوت عنه ، و يجب لوم كل من يقع فيه..
كما هو حال التدوينة الاتهامية ، التي استكثرت على مي عيشة من خلالها مي البتول وقبلهما فتيحة- وغيرهما كثير من "ميات" هذا البلد اللواتي هن عنوان الإهمال والتبخيس والاستغلال الذي تتعرضن له في كل المواقع - تضامن الشارع المغربي المتدين والمتسامح ، واهتمام وسائل إعلامه الوطني المتميزة بموضوعها ، بدعوى اغفال ذكرى الاسراء والمعراج ، الحدث الذي لا أحد من المغاربة ينكر أهميته، التدوينة التي شذت وغيرها عن غايتها الدعوية الإصلاحية وكانت مجرد استصدار لأحكام جاهزة لغايات سياسية، وخلفيات أيديولوجية مستحكمة في نفس بعض دعاة "الوعظ/السياسي " التي بدل أن تتفرَّغ لتقديم نموذج جيد عن الدين من خلال خدمة الناس وانقاذهم من الأمية والفقر والمرض والجوع والتشرد والشعور بالخذلان ، تؤسس لأعراف تأخذ مكانها في صياغة واقع اجتماعي وسياسي يقوم على أصول أخلاقية وقانونية لبناء مجتمع قائم على العدالة التشاركية بين الناس باعتبارهم أرضية الوطن وثروته الحقيقية وحاضره ومستقبله ، يكون فيه المواطن سيد موقفه ورأيه، والتي ليست إلا مجرد تعبير عما في نفوس بعض الذين لا يهتمون إلا بجزئيات الأمور، دون الخوض في ما هو أهم وأجل وينفع الناس، ولا يعملون إلا على تجذير واستمرار ثقافة الانتهازية السياسية والوصولية، التي تكشف خباياها، ازدواجية الخطاب السلفي، بمختلف فروع السلفية ، سواء المعتمدة منها على إستراتيجية الانسياب داخل قوانين اللعبة الديمقراطية، أو التي تلعب على إستراتيجية مصادمتها وتكفيرها، من أجل الوصول إلى السلطة، عن طريق أدلجة الدين لاستغلال السذج، وإيهامهم بأنهم هم وحدهم الذين يمثلون الدين الإسلامي.