adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/06/14 - 10:11 ص

عبدالإله الوزاني التهامي

 -تتموقع "تغسة" الحاضرة المغربية الأندلسية الموجودة شمال المغرب،  بين جبال تطل على البحر الأبيض المتوسط، ذكرها مؤرخون وكتاب في كتبهم ذائعة الصيت منهم "أوغوست موليراس في مؤلفه المعنون ب "*المغرب المجهول: اكتشاف جبالة-1899م"،  وذكره ليون الإفريقي "حسن الوزان" في مؤلفه "*وصف إفريقيا-1526م"، قبل الفرنسي مولييراس.

 قيل والله أعلم أن كلمة "تغسة"  لفظ غماري محلي معناه "المحبوبة"، إذ دأب السكان على مناداة البنات به،  وحسب مولييراس فكلمة تغسة تعني "الهيكل العظمي".

 تغسة مدينة صغيرة قديمة من تراب قبيلة غمارة تتربع على  ساحل إقليم شفشاون، تنتمي إداريا لمشيخة بني حاج (الجماعة الترابية لأمتار) قبيلة بني جرير التاريخية، ويمكن واقعيا تقسيمها إلى قريتين؛ تغسة السفلى المحاذية للشاطئ، وتغسة العالية الواقعة في سفح جبلين. وصفها ابن الوزان في مؤلفه "وصف إفريقيا" بصفة المرفئ البحري، قائلا: "تغسة مدينة صغيرة كثيرة السكان تقع على نهر صغير على مسافة ميلين من البحر الأبيض المتوسط".

تبعد تغسة عن تطوان بحوالي 111 كيلومتر، وتبعد عن مركز جماعتها أمتار ب11 كلم، وشريطها محاذ للطريق الوطنية الساحلية رقم 16.

عرف أهالي المنطقة بالجهاد ضد الحملات الصليبية البرتغالية وبعدها الإسبانية على طول السواحل الغمارية، وبرجتا الذي يعود للقرن 15م يشهد على زمن كانت فيه تغسة  مرفأ هاما من مرافئ شمال المملكة.

*(تغسة مدينة ونهر ومرسى، والمدينة الصغيرة تقع بفرقة بني الحاج من قبيلة بني كرير الغمارية، على بعد 4كلم من الشاطئ الموالي للبحر المتوسط. وهي مدينة كان لها بال أيام الفتح الإسلامي حيث كان بها معمل لضرب النقود قبل تأسيس الدولة الأدريسية، وكتب فوقها بحرف الصاد.) *-وصف إفريقيا: 255/1، معلمة المغرب: 6/2072/2073، معلمة المدن والقبائل: 114.

عرفت المدينة بتنوع أصول أهاليها، منهم الأندلسيون آل مرسيا، ومن الأسر العريقة بها أيضا أسرة آل بن عزوز، وآل مشبال، وغيرهم، من الأسر الكريمة الفاضلة، كما نزل بها شيخ زاوية أمطراس مولاي علي الكبير وسكنها مدة وتوفي له فيها ولد أصغر  أولاده -الروض المنيف ص417- (دون زواج) عرف بحفظ القرآن والنبوغ والفطانة، ودفنه المريدون والمحبون ببيت -والده- في زاوية ملاصقة لفضاء البيت الذي كانت تقام فيه ليالي المديح والشعائر والأذكار وقيام الليل وإطعام الطعام، ولحد الآن لا يزال البناء قائما إلا أن المقام عامة طاله تخريب وتشققات لعوامل مختلفة. ثم رحل هذا الشيخ إلي تيكيساس، تاركا مقدما في بيته يقوم على الزاوية ويلقن الأوراد، إلى أن طال البلدة خراب أتى على الديار وعلى الأهالي، فأعيد إصلاح وترميم الممكن ليظل صامدا ضد العوامل الطبيعية.