adsense

2018/09/03 - 8:56 م

بقلم ابراهيم فارح
بعد انتخابات 4 من شتنبر 2015، والتي فاز بها حزب العدالة والتنمية بأصوات اعتبرت عقابا للأحزاب المنافسة، كان يعول سكان العاصمة العلمية على هذا الحزب الذي قدم برنامجا انتخابيا رفع سقف الإنتظارات عاليا، إلى إخراج المدينة مما هي فيه من تخلف واللحاق بركب المدن المتطورة في المغرب.
لكن بعد مرور نصف الولاية على تولي "العمدة" الأزمي وإخوانه تسيير دواليب المدينة بمقاطعاتها الست، تبخرت أحلام سكان المدينة، وهم ينتظرون إقلاعا تنمويا حقيقيا.
وتسارعت موجات الغضب بين سكان العاصمة العلمية، وزاد من تأجيجها تصريحات لرئيس المجلس الجماعي الأزمي من خلال ڤيديو متداول، يصرح من خلاله أن جهة فاس مكناس هي جهة صاعدة من حيث استقبال الإستثمار والرواج الإقتصادي والتجاري، ما يناقض الوضع الذي توجد عليه المدينة، بل ازدادت ترديا ولم تشهد أي مشاريع لتأهيل البنيات وتجهيز المرافق الأساسية.
ولا زال المواطن لم يشعر بوجود فارق في تدبير شؤون فاس بين المرحلة السابقة والحالية ، بل يحن الكثيرون إلى المرحلة السابقة.
ويتعلل البعض بقصر المدة، والأيادي الخفية التي تريد إبقاء المدينة على حالها.
إن التحجج بأن أصابعا خفية، تعمل على أن تظل فاس على ما هي فيه من تخلف وفقر وجهل هو ادعاء أجوف؛ بل ليس من الطبيعي والمنطقي أن يعمد كل مسؤول عجز عن إيجاد الحلول الناجعة لمشكلات المدينة أن ينسب ذلك إلى المجهول، والعيب كل العيب في تقاعس المسؤولين في الأخذ بناصية المبادرة للنهوض والإرتقاء وعدم انتظار العون ممن يزعمون أنهم سبب نكبة المدينة.
فالحل الأمثل لأن نمر من هذه المرحلة العصيبة إذا كانت الإرادة موجودة فعلا، هو الإعتماد على النفس، ونبذ الحجج الواهية وتضخيم نظريات المؤامرة -وهذا دأب الحزب الذي يمسك بإدارة الشأن المحلي حتى على مستوى الحكومة، وما مصطلحات من قبيل الدولة العميقة والعفاريت والتماسيح إلا نتاج لهذه الحجج-، التي باتت علة يتعلل بها كل من هب ودب، ضاربا بعرض الحائط البرامج الإصلاحية القائمة على المنهج العلمي في التناول والتي هي عماد النهوض ومحرك التقدم.