أعلنت المملكة المغربية، أمس الأربعاء عن إعادة فتح سفارتها في العاصمة
السورية دمشق، بعد إغلاق دام 13 عاما.
وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فإنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب
الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تم يوم الأحد الماضي، إعادة فتح سفارة
المملكة المغربية بدمشق واستئناف العمل بمختلف مصالحها الإدارية بكامل جاهزيتها
وبكل أطقمها الإدارية.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أعلن في الخطاب الذي وجهه إلى
القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي انعقدت يوم 17 ماي الفارط
ببغداد، عن قرار المملكة إعادة فتح سفارتها بدمشق، التي تم إغلاقها سنة 2012،
مؤكدا جلالته أن القرار "سيساهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية
التاريخية بين بلدينا وشعبينا الشقيقين."
كما جدد جلالة الملك، بهذه المناسبة، التأكيد على موقف المملكة الثابت
بخصوص سوريا، والذي جاء في برقية جلالته للرئيس أحمد الشرع، والمتمثل في دعم
ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ
على الوحدة الترابية لسوريا وسيادتها الوطنية.
وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري السيد أسعد الشيباني قد أعرب ، في
نفس اليوم، عن شكر وامتنان بلاده لقرار جلالة الملك محمد السادس إعادة فتح سفارة
المملكة المغربية بدمشق.
يشار إلى أن إعادة فتح السفارة تمّت في مقرها السابق، وذلك ريثما تُستكمل
الإجراءات الإدارية وأشغال التهيئة الضرورية لنقلها إلى مقر جديد يستجيب للدينامية
الجديدة التي تعرفها العلاقات المغربية – السورية.
وكانت السلطات السورية قد قامت بإغلاق المقر الذي كان يشغله انفصاليو
"البوليساريو" بدمشق، بحضور ممثلين عن المغرب، في 27 من مايو الماضي.
وانتقلت بعثة مشتركة، تضم مسؤولين مغاربة وسوريين، إلى مكتب انفصاليي
"البوليساريو"، لمعاينة الإغلاق الفعلي، حيث اعتبرها المغرب حينها خطوة
تبدي سوريا من خلالها التزامها باحترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة،
رافضة أي شكل من أشكال الدعم للكيانات الانفصالية، وتعكس الإرادة الراسخة لدى
سوريا، لتقوية تعاونها الثنائي مع المغرب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وشاب التوتر في العلاقات بين المغرب والنظام السابق، بسبب دعم الأخير لجبهة "البوليساريو"، واعترافه في 15 من أبريل 1980 بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" الوهمية، وبعدها زاد التوترلتتوقف العلاقات بشكل نهائي بين النظام السابق والمغرب منذ يوليوز عام 2012 وسحب السفراء بين البلدين.