حميد طولست
بكثير من الغبطة والامتنان، تلقيت قرار جمعية أبواب المشور – فاس الجديد،
الجمعية الاجتماعية والثقافية والإنسانية النبيلة، بتكريمي ضمن فعالياتها المعتادة
احتفاءً بعيد العرش المجيد، وهو تكريم اعتادت الجمعية على تنظيمه سنويًا، تكريمًا
لرموز العطاء والمبادرة في الحي والمجتمع.
وليس غريبًا على هذه الجمعية، التي ما فتئت، منذ تأسيسها، تخلّد هذه
المناسبة الوطنية الغالية بتكريم من ترى فيهم أثرًا طيبًا، وخدمةً مخلصة، أو
تجربةً إنسانية تستحق التقدير. وكم شرفني أن كان اسمي المتواضع ضمن هذه الكوكبة،
وهو أمر أعتبره وسامًا معنويًا عزيزًا على قلبي، فشكرا لصديقين الفاضلين الأستاذين
، الأستاذ أسماعيل ازهر الناشط الجمعوي ،
رئيس الجمعية ، والأستاذ با محمد عبد الإله حفري) الصحفي المقتدر وأحد المؤسسين
للجمعية ..
وهذا ما كنت سأقوله لو تمكنت من
الحضور في حفلكم البهيج بعيد العرش.
كامل الامتنان والاعتذار وواجب الاعتراف بالجميل.
تحية لجمعية أبواب المشور – فاس الجديد
في زمن يطغى فيه النسيان على ثقافة الاعتراف، وتُنسى فيه الوجوه التي أعطت
بصمت، يسطع بعض النور من أماكن لا تزال تؤمن بقيمة الإنسان وبأثره في محيطه،
وتُصرّ على أن الوفاء ليس ترفًا أخلاقيًا، بل واجبًا اجتماعيًا وأخلاقيًا. من بين
هذه المبادرات التي تستحق التقدير، ما قامت وتقوم به جمعية أبواب المشور – فاس
الجديد، تلك الجمعية الاجتماعية والثقافية والإنسانية التي اختارت، منذ تأسيسها،
أن تحتفل بعيد العرش المجيد بطريقة راقية: بتكريم أبناء الحي ممن كان لهم أثر أو
بصمة في خدمة المجتمع، في التربية أو العمل أو التطوع أو الصبر والمقاومة.
ولكم كانت دهشتي ممزوجةً بفرحٍ عميق حين علمت أن اسمي قد أُدرج ضمن قائمة
المكرّمين هذا العام. إنه شرف عظيم، لا يُقاس بثقل الأسماء أو المناصب، بل بمعناه
الإنساني الرفيع، وبالرسالة التي يحملها: أن هناك من لا ينسى. هناك من لا يزال يرى
في الماضي القريب والبعيد ملامحَ أناسٍ خدموا الحي والمدينة والوطن بصمت وصدق.
ولا يسعني هنا إلا أن أوجه كلمة شكر خالصة وممتنّة إلى الأستاذين الفاضلين:
الأخ العزيز الأستاذ إسماعيل أزهر، رئيس الجمعية المقتدر، على حسن اختياره ووفائه،
وإلى الأستاذ با محمد (حفري HOFRI) أحد مؤسسي
هذا الصرح الجمعوي النبيل، على هذه اللفتة الطيبة، وعلى روح المبادرة التي تحركه
منذ سنوات.
كما أوجه تحية تقدير لكل أفراد المكتب المسير للجمعية، على هذا الفعل
الرمزي العظيم، الذي يُسهم – وإن بدا بسيطًا – في إعادة الاعتبار لقيم التضامن
والاعتراف، بل ويمنحنا جميعًا دفعة معنوية، نحن من ظننا أن بعض ما قدمناه قد طواه
الزمن أو تناسته الأيام.
وفي الوقت نفسه، أجدني مضطرًا – وبأسف شديد – إلى الاعتذار عن عدم التمكن
من الحضور والمشاركة في حفل التكريم، لتزامنه مع موعد فحوصاتي النصف سنوية خارج
المغرب. وهو غياب قهري، لا يقلل من فرحتي واعتزازي، بل يزيدني يقينًا أن ما نقدمه،
حين يُحتفى به بهذا الشكل الإنساني، لا يضيع سدى.
إن أجمل ما يمكن أن يُهدى للإنسان، خاصة حين يمضي به العمر وتتقاطع به
التجارب، هو هذه اللفتة الصادقة التي تقول له: "لم ننسَ ما فعلت، نحن
نراك". فشكرًا لمن يرون، ولمن يثمّنون، ولمن يضيئون هذا الدرب بقليل من نور
الوفاء في وجه عتمة الجحود.
وختامًا، أقول: جزى الله خيرًا كل من يفكر في غيره، ويمنح للناس لحظة تقدير
في زمن الإنكار، ويُعيد لأهل العطاء شيئًا من دفء الاعتراف.
مع كامل المحبة والاحترام،صديكم وابن حيكم فاس الجديد حميد طولست