adsense

2017/09/10 - 4:26 م


تعد مدرسة "20 غشت الابتدائية" بعين الشكاك،التابعة حاليا للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو جهة فاس ـ مكناس صرحا تعليميا رائدا، تبوأ مكانة مرموقة ومتميزة على صعيد أحواز فاس منذ انطلاق أول موسم دراسي به حسب مصادر موثوقة سنة 1916، وظل قبسا يضيء نوره جيلا بعد جيل، من أبناء منطقة قبيلة آيت عياش، وبفضل ما ثبت من تبصيرهم بما وصلت إليه الإنسانية، رقيا وحضارة وتقدما علميا في شتى مناحي الحياة وجميع المجالات العلمية والثقافية والتقنية كذلك، توالى تخرج العديد من النخب التي اقتعدت مناصب هامة في الإدارات والمؤسسات العمومية، إضافة إلى المهارات اليدوية والذهنية التي خلفها منهج التدريس بها، في صفوف غيرهم ممن وجدوا نفعا مشهودا بأثره النوعي، في حصص البستنة والفلاحة، مثلأ بعض ما أفادت من خلاله هذه المدرسة في تحسين اندماج الإنسان القروي وببيئته، وفق متطلبات الراهن التاريخي العالمي، وذلك تحت إشراف وقيادة  كوادر تربوية وتعليمية مدربة وإدارة واعية مدركة حكيمة وبيئة تعليمية مثالية.
فبعد توطيد سلطات الاحتلال الفرنسي لوجودها بالمغرب، عمدت إلى إنشاء مدارس لاجتذاب الأطفال المسلمين نحو التعليم العصري كان من بينها مدرسة، "عين أفحام البربرية" (20غشت) بمنطقة عين الشكاك، وذلك لأهمية المنطقة الإستراتيجيـة، حيث اعتبرت حينها نموذجـا متقدمـا لتعميـم مدارس الحمايـة الفرنسيـة بالمغرب، وقد سجلت المدرسة المعروفة لدى قدماء تلاميذها بمركز "مجموعة مدارس عين أفحام" سابقا، وفي موسمها الأول، حدثا ذا دلالة رمزية ومرجعية اجتماعية من زاوية مقاربة النوع وتكافؤ الفرص، ألا وهو دخول المرأة العياشية التحصيل المعرفي، بالتحاق تلميذتين حسب مصدر مسؤول، ورغم أن المغرب كان آنئذ في بداية سريان بنوذ معاهدة الحماية الفرنسية. 
اقترن بدء التدريس في هذه المدرسة بحضورلأطر تربوية قوية، يكفي أن نذكر أسماء من قبيل الجزائري الأستاذ السي "محمد الأخضر" غزال رحمه الله، والد المرحوم شيخ اللغويين المغاربة الذي ارتبط اسمه باللغة العربية في المغرب على مدى نصف قرن تقريبا، والمعروف بخدماته الجليلة في الحقل اللغوي العربي، الراحل "أحمد الأخضر غزال"، وفرنسيان هما السيدان "فيليكس ديبيون"، و"كرين سيزون". 
ولا يفوت "جريدة القلم الحر" أيضا بمناسبة تناولها هذا الحديث عن أقدم مدرسة قروية بالمغرب، أن تعلن أيضا اسم أول تلميذ مسجل بها، وهو "عبد الله بن ادريس"، ومنذ ذلكم الحين تعاقب على إدارة المدرسة حتى الآن أحد عشر مديرا، منهم فرنسيان، والباقي مغاربة أولهم السيد "محمد سرحان".
ولما كانت شهادة الدروس الابتدائية في تلك الحقبة، كفيلة بتوفير شغل لحاملها بإدارات المستعمر الفرنسي، فضل بعض أعيان منطقة آيت عياش إلحاق أبنائهم بداخلية الثانوية البربرية بأزرو(Collège Berbère) (طارق بن زياد) حاليا، على غرار أبناء الباشوات والقياد، وكذا أبناء الأعيان من الأمازيغ، وحين كان توجه المدارس القروية فلاحيا، والفئة التي تمتهن النشاط الفلاحي تشكل السواد الأعظم خلال تلك الفترة، سعت إدراة "مدرسة مجموعة مدارس عين أفحام" إلى الإسهام في تحسين وتنمية قدرات تلاميذ القسم الخامس وتأطيرهم بالطريقة الصحيحة في المجال الفلاحي، التي تعتمد على أساليب وتقنيات حديثة، حيث عرف موسم 1945ـ 19946 انطلاق أول موسم في  هذا المجال، على يد أستاذ كفء، يتعلق الأمر بالأستاذ "بنعيسى حيدرة".
قدماء مدرسة الميمات الثلاث (مركز مجموعة مدارس...) إذن صاروا بحجية جميلها الثمين عليهم، مجبرين على استرجاع ذاكرة سنوات وعقود، كان لها فيهم فعل النور في الظلمة، قياسا على العبارة المأثورة التي طالما اعتادوا إبصارها مخطوطة ملفتة على جدرانها "العلم نور والجهل عار"، فمن الجهل والعار ترك هذا الأثار، والمعلمة التاريخية الصامدة عامين تقريبا بعد إتمام قرن من عمرها تحتضر في صمت، رغم ما أكده لنا البعض من محاولات تجميع الغيورين،للعمل يدا في يد لرد الاعتبار وإعادة أمجاد هذه المعلمة. التي كانت تعج بأنجب التلاميذ ،هم يتقلدون الآن مناصب مهمة في مختلف جهات الوطن، لتستمر فيه العطاءات، إلا أن هذه المحاولات كانت تنتهي دوما بفشل، يعزيه البعض الآخر لاقترانه أساسا بأجندات سياسوية، لا تستحضر هذا الحرم التعليمي إلا  كورقة دعائية...
 فعسى أن يكون لعقدة التكفير عن ذنب إغفال عدم الاحتفاء بيوبيله الذهبي دور في حسم مصيره ؟!