adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/05/10 - 1:24 م

بقلم الأستاذ محمد كفيل

 أيها الأخ الراغب في ان تكون رئيس دولة، ماعليك أولا الا ان تطلق لحيتك كأنها "إرث الأنبياء"، وحلق شارِبك كأنك تقصُّ حدود الوطن المقدسة! تذكَّر: المهم ألَّا تُبقي على شعرةٍ إلا وتُحوِّلها إلى "آية قرآنية" تبرر بها قصف الجيران! 

- البس جلبابًا يصرخ "أنا متدين!" بينما تختفي تحته بدلةٌ عسكرية مخصَّصة للقتل من مصممٍ كوري شمالي. لا تنسَ إمساك "المسبحة" بيدٍ و"الكلاشينكوف" باليد الأخرى؛ فهذا الامر يحتاج إلى لمسة جمالية!   ولا تلتفت لمن يشتري لك الكلاشينكوف فليس مهما مصدرها حتى وان كانت أمريكا ستشتريها لك ، يا اخي الجنة غايتك فلا تلتفت للوسائل.

- ابدأ بحملة "تنظيف" وطنية اقتل كل من يعترض طريقك، او اختلف معك في العقيدة او في الولاء والبراء او حتى في اركان الوضوء لا يهم . وسمِّهم "خونة" أو "أعداء الله " لا تقلق؛ فالشعب سيشكرك لاحقًا عندما يعرف أنك كنت "تحميه من نفسه"! 

- أصدر بيانًا رسميًّا: "الديمقراطية ضربٌ من السحر… والسحر حرام!"، ثم ارفع صورك في كل مكان حتى يعتقد الأعداء ان قدرتك على الذبح اسطورية 

ثم سافر إلى الشمال  عند نسل الاتراك يقال ان فيهم رئيس لا يظلم عنده احد، وامنحهم هديةً رمزية (مثل: جزء من نهر الفرات، أو نصف جبل الشيخ!). لا تنسَ أن تطلب منهم بالمقابل "حزمة دعم" تشمل: تويتر أزرق، وصحفيين غربيين يكتبون عن "عبقريتك الاستثنائية"!   لا يهم من اين مصدرها فلهم أصدقاء كثر .

امنح أبناء عمومتك جزء من الهضبة كـ"هدية ترحيبية" ، لكن سمِّها "صفقة استثمارية" لإنشاء منتجع سياحي على أنقاض القرى المدمرة! لا تقلق؛ فالشعب سيفهم أنك "تستثمر في السلام" وان التنازل عن الجولان كان خطوة عبقرية لتجنب الحرب، لا تقلق فالشعوب العربية تفهم ذلك بدون حاجة الى الشرح.

- عندما تسألك الصحافة عن مجازر إسرائيل، اجأر بالبكاء وقل: "نحن نركز على بناء سوريا الجديدة!" (الجديدة هنا تعني: سوريا بدون جولان، وبلا طائرات، وبلا كرامة!) .

- أعلن للصحافة أنه بعد تدمير الأسطول الجوي من قبل الجيران  ان الحرب الجوية مكلفة، وقل للشعب: "نحن نعتمد على الحماية الإلهية!" والحماية الإلهية هنا تأتي عبر طائرات. F-35

- عندما تسألك CNN عن فلسطين، أجب بلُطف: "أنا مشغول بإنقاذ سوريا من… السوريين نحن نركز على بناء سوريا الجديدة ثم تظاهر بالبكاء ، فالدموع تكون صادقة في المختبر الرئاسي! 

عندما تُسأل عن صمتك بخصوص جرائم الاحتلال، أجب: "أنا رجل واقعي.. وإسرائيل جزء من الواقع!"، وذكرهم بان النبي يوصي عن البر بالجار .

- استدعِ مصفف شعرٍ فرنسيًّا، وغيرّ زيك من "شيخٍ متشدد" إلى "رئيسٍ عصري" خلال ساعتين! المهم أن تظهر في الصور وكأنك خريج "هارفارد" نعم، هارفارد قرية صغيرة في ريف دمشق.

تفقد سجون من سبقوك وافتحها حتى يرى العالم فضاعاتهم وبعد ان تنطفئ الكاميرات ابدأ باعمارها بمن اختلف معك - افتتح سجنًا جديدًا، وسمِّه "منتجع الوحدة الوطنية"، وادعُ الإعلام لتصوير "الخدمات الفندقية" المقدَّمة للمعارضين. تذكَّر: التعذيب يُسمى الآن "جلسات تأمل"! 

- صافح رؤساء اوربا ولا تنحن لاحد منهم كن شامخا ليراك العرب دائما كانك بطلهم القادم ، وقل للصحفيين: "أنا كتلة دبلوماسية متناقضة… وهذا سرُّ عبقريتي،وحدثهم عن مشروع السلام الذي تؤمن به فكلمة السلام كلمة ساحرة استخدمها في كل حديث.

- لا تنزعج إذا هتف العرب باسمك؛ فهم بارعون في صناعة الأوهام! أما إذا احتجّ أحدٌ، فما عليك إلا أن تدخله للسجون التي بناها سلفك فلا ينبغي ان تبقى السجون  فارغة.

- إذا فشلت في تطبيق الخطوات، لا تقلق! يمكنك دائمًا اتهام "المؤامرة الصهيونية-الفارسية-الغربية"، أو إطلاق سراح بعض المعتقلين كـ"هدية عيد ميلاد الأمم المتحدة"! 

- تذكَّر: العالم يحب القتلة الأنيقين، فكلما زادت جرائمك، ازدادت فرصتك بالفوز بجائزة نوبل للسلام!