بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي
والتقني ومركز "إفريقيا عبر العالم " بيوردو، ومعهد الدراسات السياسية
ببوردو، والمعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة، ومركز بول باسكون للأبحاث
السوسيولوجية ابن جرير، ينظم مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا بشراكة مع جامعة
سيدي محمد بن عبد اللّٰه بفاس، ومي 22 و23 ماي الجاري، بكلية الآداب والعلوم
الإنسانية ظهر المهراز بفاس، المؤتمر الدولي العاشر للعلوم الاجتماعية والصحة.
وتتمحور أشغال هذا المؤتمر، حول موضوع
"الأسرة نموذجا للحماية الاجتماعية والرعاية الصحية: رؤى وتجارب من بلدان
الجنوب".
و حسب بلاغ للمنظمين، فإن المؤتمر يهدف
إلى تبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين والخبراء وصناع القرار، حول النماذج
الناجحة في مجال الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية المرتكزة على الأسرة في دول
الجنوب، وتسليط الضوء على التحديات المشتركة التي تواجه الأسرة في هذه الدول، مثل
الفقر، والهشاشة الاجتماعية، ونقص الولوج إلى الخدمات الصحية.
كما يروم صياغة توصيات عملية ومقترحات
سياساتية موجهة إلى الحكومات والمؤسسات الدولية لتقوية دور الأسرة كمحور رئيسي
للحماية الاجتماعية، وتعزيز الشبكات المهنية والعلمية بين الفاعلين في المجال من
مختلف الدول لتشجيع البحث المشترك والمبادرات متعددة الأطراف.
ويتوخى هذا الحدث، أيضا، دعم بلورة
مشاريع تنموية ومقاربات تشاركية ترتكز على الأسرة، يمكن تقديمها للتمويل من الجهات
المانحة أو المؤسسات الدولية.
ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر
محاور، تهم "التحولات الاجتماعية ومفعولاتها في بنية وأدوار الأسرة"،
و"مفهوم ومكانة الأسرة في السياسات الاجتماعية والصحية"، و
"الرعاية الصحية الأسرية: تحديات ورهانات الصحة العامة".
واحتفاء بالعشرية الأولى لمؤتمر العلوم
الاجتماعية والصحة، أشار المصدر ذاته، إلى أن المشاركين سيقاربون أدوار الأسرة في
إنتاج الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية ببلدان الجنوب، اعتبارا لأشكال المقاومة
والصمود التي ما فتئت تنتجها المؤسسة الأسرية في مواجهة آثار الليبرالية الجديدة
التي تدفع بمجموعة من القيم والأدوار والروابط الأسرية نحو التفكك.
وبحسب المنظمين فإنه، أمام التحولات
السوسيو- ديموغرافية والاقتصادية والقيمية والباثولوجية التي تعرفها مجتمعات
الجنوب، وما أفرزته من أشكال وبنيات أسرية جديدة، يصير التفكير العلمي النقدي
بمنظار العلوم الاجتماعية مطلبا إبستيميا أساسيا، وبخاصة حينما ينبثق من صميم
المعيش اليومي للأسر، ويسائل مشكلاتها وتطلعاتها.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الأسرة ببلدان الجنوب تعرف مجموعة من التحديات والاحتياجات والموارد المتزايدة، كما أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن الأسرة من أهم المحددات الاجتماعية الأساسية للصحة، سواء تعلق الأمر بالعمليات الوقائية أو بانخراطها في تدبير المشكلات الصحية لأفرادها.