أثار إطلاق
قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي خلال زيارته لمخيم
جنين، موجة إدانات دولية غاضبة، دفعت عدة دول أوروبية إلى استدعاء سفراء الاحتلال
لديها، في تصعيد دبلوماسي احتجاجًا على ما اعتبر اعتداءً مباشرا على الحصانة
الدبلوماسية وانتهاكًا للقانون الدولي.
الهجوم وقع
صباح اليوم، خلال زيارة نظمتها وزارة الخارجية الفلسطينية لـ25 سفيرا وقنصلا من
دول أوروبية وعربية، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووكالة الأونروا، بهدف
الاطلاع على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المخيم، الذي يتعرض منذ أشهر لهجمات
عسكرية متكررة من قبل قوات الاحتلال.
وبحسب مصادر
ميدانية، فقد أطلق جنود الاحتلال النار بشكل مباشر على الوفد فور وصوله إلى محيط
المخيم، ما اضطرهم إلى إيقاف الزيارة والانسحاب الفوري من المنطقة.
وذكرت المصادر
أن اثنين من جنود الاحتلال تقدما نحو الموكب وفتحا النار دون سابق إنذار، ورغم
ادعاء جيش الاحتلال أن الوفد "دخل منطقة محظورة"، وأن الجنود أطلقوا
"طلقات تحذيرية"، فإن الحادثة أثارت موجة من الاحتجاجات الرسمية، لا
سيما بعد تأكيد دول مشاركة في الزيارة أن التنسيق تم مسبقا، وأن مركبات الوفد كانت
واضحة ومميزة.
في أعقاب
الحادث، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال عن استدعاء سفراء الاحتلال
لديها، بينما وصف وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إطلاق النار على الوفد
بأنه تهديد غير مقبول لسلامة الدبلوماسيين، وطالب بتوضيحات فورية.
أما فرنسا،
فأكدت أن ما جرى "غير مقبول"، خاصة مع وجود دبلوماسيين فرنسيين ضمن
الوفد، في حين قالت الخارجية الإسبانية إن الحادث يشكّل انتهاكًا مباشرًا
لالتزامات "إسرائيل" بصفتها قوة احتلال.
وقال وزير
الخارجية ونائب رئيس الوزراء البلجيكي، ماكسيم بريفو، إن إطلاق النار شكّل صدمة
كبيرة، مشيرًا إلى أن الزيارة كانت منسقة بالكامل، وأن المركبات الدبلوماسية كانت
تحمل علامات واضحة.
كما أشار وزير
خارجية أيرلندا إلى أن من بين أعضاء الوفد اثنين من الدبلوماسيين الأيرلنديين،
مؤكدا أن ما جرى "غير مبرر".
البرتغال
بدورها استدعت سفير الاحتلال لديها احتجاجا على ما وصفته بالهجوم على دبلوماسيين
وصحفيين، كما صدرت مواقف منددة من كل من ألمانيا، أيرلندا، فنلندا، بلجيكا،
هولندا، النرويج، وتركيا، بالإضافة إلى الأردن.
وأجمعت الدول
في بياناتها على ضرورة احترام الحصانة الدبلوماسية، ومحاسبة الاحتلال على هذا
التصعيد الخطير.
وفي السياق
نفسه، وصفت حركة حماس الاعتداء بأنه تجسيد لغطرسة الاحتلال وإصراره على خرق كل
المواثيق الدولية، فيما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن استهداف الوفد يشكل
خرقا فاضحا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ومساسا مباشرا بسيادة دولة
فلسطين، ودعت إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق سلطات الاحتلال، وتوفير حماية دولية
فورية للشعب الفلسطيني والدبلوماسيين المعتمدين.
ويذكر أن
الوفد ضم دبلوماسيين من المغرب وفرنسا وبريطانيا وكندا وإسبانيا وروسيا والاتحاد
الأوروبي ومصر والأردن والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا
وليتوانيا وبولندا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا والهند وتشيلي.