adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/05/24 - 7:37 م

أصبحت العاصمة العلمية للمغرب، من تاريخ 16 مايو 2025، من خلال مهرجان فاس للموسيقى العريقة، في نسخته 28، تحت شعار"النهضة"، مركزا عالميا للحوار بين الثقافات، وجسرا ثقافيا رئيسيا بين أفريقيا وأوروبا.

وقد شكلت هذه النسخة حدثا نابضا للحياة لجذور المغرب الأفريقية، والتي تم تأكيدها أكثر من أي وقت مضى، جسدها فنانون من مالي والسنغال وغانا وساحل العاج وتوغو وبوروندي، حيث صدحت القارة الإفريقية، مهد الإنسانية، بطبولها وأناشيدها الطقسية ورقصاتها التمهيدية وكلماتها المقدسة، في ساحة باب المكينة التاريخية لمدينة فاس.

وأمام هذا التدفق الأفريقي، حضرت أوروبا في شخص إيطاليا، موطن النهضة الأوروبية، حيث استعرض المهرجان اعمال "كلاوديو مونتيفيردي" الخالدة، بصدى كلاسيكي وروحي من أناشيد مقدسة الغريغورية الفرنسية الفلمنكية، والتراث المتوسطي، جسدت الحوار الفني بين مدينتي فلورنسا وفاس، المدينتين التوأم ومنارتي الثقافة العالمية.

مهرجان هذا العام، لم يتجاهل صوت المرأة، حيث بصمت أصوات نسائية من جزيرة مايوت، وكازاخستان، وإيران، وغرب أفريقيا، بإبداعاتهن في المهرجان بالأناشيد الصوفية، والتقاليد الشفوية، وقصص الهوية...، حيث عبرن بصيغة المؤنت الجماعي عن المقدس و الصراعات المعاصرة.

إن مهرجان فاس للموسيقى العريقة، في دورته الحالية (2025)، لم يكن مجرد مهرجان فقط؛ بل كان حدثا تم التذكير من خلاله بدور المغرب كحلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا، وبين الجذور والحضارات العريقة والعالم الحديث، وكان مسرحا لحوار نادر بين التقاليد الروحية للشرق والغرب والجنوب والشمال، في لغة عالمية تمثلت في الموسيقى، عبّر عنها أكثر من 200 فنان من 15 دولة من أنحاء العالم.

ويشار إلى أن حفل الافتتاح كان رائعا، من حيث الإبداع الموسيقي والبصري الحصري، ونقل الحضور في رحلة حسّية بين أفريقيا الغامضة، وعصر النهضة الأوروبي، والانغماس الفريد من نوعه بإخراج جريء، ووفي لروح مؤسسة روح فاس الرؤيوية.

ففي عالم ممزق، اتخذت مدينة فاس في احتفالها بمهرجان 2025، وشعاره "النهضة"، خطوة قوية، جعلت منه "المقدس لغة مشتركة، والموسيقى جسرا، والتنوع ثراء".

هذا، وعرف المهرجان، تنظيما جيدا، من طرف أعضاء مكتب مؤسسة روح فاس بشهادة الجميع، واستطاع أن يجمع أكثر من 200 فنان من 15 دولة من أنحاء العالم لجمع الروحانيات والتقاليد، ما يعد برنامج طموح وجريء يجعل من فاس عاصمة عالمية للسلام والتسامح والعيش المشترك.

أكد هذا، عبد الرفيع زويتن، رئيس المؤسسة بقوله: "إن المهرجان قدم رحلة عبر القرون، وحوارا بين الثقافات، وفضاء كُشفت فيه الإنسانية بمعناها الحقيقي".