adsense

2018/09/06 - 7:13 م

بقلم عبدالحي الرايس
أنْ يختارَ شخصٌ الانْسِلاخَ عنْ هُويَّتِهِ وأصُولِ عقيدته، فهذا شأنُهُ مع خالقه.
ولكنْ أنْ يجعلَ من نفسه مُنَظِّراً لتكريسِ الاستلابِ وبَلْبَلَةِ اللسانِ وطرْحِ رِدَاءِ الحياء، فهذا استدراجٌ للمجتمع نحو إضاعةِالهُويَّةِ والاِنْحلالِ وتفسُّخِ الأخلاق.
وأنْ تُقْبلَ عُضْويتُهُ في المؤسساتِ والمجالس، وتتاحَ لهُ فرصة تمْريرِ مَقُولاته عبر وسائل الإعلام،  بل ومباشرةِ تطبيق توجُّهاته انطلاقاً من المراحل الأولى لتعليم الصغار، فهذا عنوانٌ على التزكية، وتبْييتٌ لِسُوءِالتنْشئة ضدّاً على تطلعات الإصلاح وتجديفاً ضد التيار.
سئم الناسُ التناقضَ بين الأقوال والأفعال، وحَنُّوا إلى تصحيحٍ يُضْفي المصداقيةَ على فعلٍ يُطابق القول وممارساتٍ تنسجم مع الدستور كأسمى قانون.
وتظل المدرسةُ خَطّاً أحمرَ لا تقبلُ التسلل ولا التلاعب بالاختيارات، ولا التحايل على إحياءِ مُخططٍ قديمٍ للاستعمار يستهدفُ تفتيتَ الأوطان، وعزل المتعلمين عن التراث، وعن كل ما يوحد الأمة وييسر أسباب النماء، إضعافا للهوية وتكريسا للتبعية.
بألف لسان ولسان، وملء الحناجر، ومن مختلف المنابر نقول:
أوقفوا هذا المسخ، تداركوا الوضع، ودَعُوا المدرسة تسترد أنفاسها، ترمم فصولها وتستعيد حرمة إدارتها ومربيها، وتستأنف رسالتها في تقويم اللسان وغرس القيم وتهذيب الأخلاق، وإكساب آليات التعلم والخلق والإبداع، وتنشئة الأجيال على الاعتداد بالهوية اللغوية، والوفاء للروح الوطنية  حتى تُسَهمَ بفعالية في توحيدِ الأمة، وتسريع عجلة التنمية.