adsense

2018/09/07 - 7:03 م


بقلم عبدالحي الرايس
فَرَأْيُ الأمَّةِ لا يجْتَمِعُ على ضَلال، وما يُقدَّمُ للأطفال، ينبغي أن يُصَفَّى بالغربال، لا تَلْتمِسُوا الأعذار، ولا تُطِيلُوا الجدال.
اسحبوا الكتاب
التأليفُ المدرسي مسؤوليةٌ جسيمة لا تُسْنَدُ لأيٍّ كان، ولا تُمَرَّرُ بارتجال:
هو مُحَرِّكُ فكر، مُهذِّبُ ذوْق، مُلْهِبُ خيال، مُقوِّمُ لسان ، ومُوَجِّهُ أخلاق
يَبْدأ بالتوجيه وتحديدِ المعايير، ويقتضي الاستغراقَ والانْهماكَ والتقصيَ في اختيارِ النصوصِ ومُعالجتها، والتدقيقَ في وضع الأسئلةِ وتخمين إجاباتها، واصطفاءِ الصور وحَدْسِ تداعياتها، وينتهي بين أيدي لجنةِ تقويمٍ تتعدَّدُ اختصاصاتُها لِتنْشطَ في المراجعةِ والتمْحيص، مُسْتحضرةً الناشئَ بخصوصياته، والمجتمعَ باختياراته، والوطنَ بانتظاراته، فتُفسِحُ المجالَ أمام العملِ الرَّصين، الجيدِ الأصيل، وقد تحْجُبُ الترخيصَ إذا لم تصادفْ غير الْغَثِّ الهزيل.
والمجتمعُ بعد طول ترقب وانتظار، وتلهُّفٍ على الإصلاح، وتطلُّعٍ  إلى تصحيح المسار، صفَّقَ بحماس للتبشير بصرف الاهتمام إلى المدرسة  باعتبارها صانعةَ الأجيال، وقاطرةَ البلاد.
فَحَقُّهُ أنْ يكونَ الفارزَ الأكبر، ويُفْترَضُ في الْمُدبِّرين أن يُصْغُوا جيِّداً إلى ما يصدرُ عنه من تقبُّلٍ واستحسان، أو رفْضٍ واستهجان.
وكتابٌ نزل إلى السوق لا تَخْفَى مقاصدُهُ في استدراجٍ نحو خلطِ اللغة المعيارية بالدارجة العامية.
تتعددُ هَناتُهُ ومآخذُه، ولا تنحصرُ في كلمتين أو ثلاث، وكلَّما تفحصتَهُ أكثر .تجلَّتْ لكَ ارتجاليتُه أكثر.
مثلُ هذا الكتاب مَدْعوٌّ إلى السحب والانسحاب، ولْيَسْتَمِرَّ العملُ بالذي كان، إلى أن يُولَى التأليفُ العنايةَ اللازمة، والاهتمامَ الْمُستحَق، فتاتي كتبُ التعليم منذ المراحل الأولى مُنسجمةً مع ثوابتِ الأمة، واعدةً باللسانِ الفصيح، والخلُقِ القويم، والفكرِ المبدع الأصيل