adsense

2018/03/03 - 4:02 م



بقلم الأستاذ علي أبو رابعة
أحبُ التنويه قليلاً الى أنّنا البشر نختلفُ من أجلِ نفس المصحلة ،وهى أنّ الحقيقة أين هى ؟ ..نتعمقُ فى المواضيع بوسائل فلسفية ،والتى تصدر عن الممارسة الفكرية لعقولنا ..لكنْ الفكرُ -لا محالة- مختلفٌ نظراً لأنكَ متأثرٌ بثقافة كذا، وقرأتَ كذا وكذا ..وأنا قرأتُ ما هو مختلفٌ ! وربما قرأنا جميعُنا نفس الشيء، لكننا إختلفنا ؛لأنّ أحدنا إستنبط  شيئاً جديداً –تأسيساً على الالهام الإلهى- فأحدنا لامحالة مبدع ومفكر ،والآخر رأى المقروء كذا وعلى رؤيا كذا كان الآخرون والآخرون ..لكنْ الابداع  قد يكون عن فهمٍ قاصرٍ لجميعِ الجوانبِ والأطراف محل الجدل .
ثم إنّي أحب أنْ أنوهَ أنّ الجدال والحوار نوعٌ فريدٌ من المحادثات بين المختلفينَ ،إنّما أنْ يتحول أو يتطرف ذلك الحوار الى مكابرة ،فهذا شيءٌ جد خطير ؛أنْ يفكرَ أحدُ المختلفينَ على النصر لنفسه ،لِكُنْهِه ولجماعته أو حزبه ،لا للقضية التى يؤمن بها ،ويراها هى الحق الذى ما دونه باطل ..فينهال فى الزعيق والنعيق كحمارٍ يريد أن يثبت أنه أذكى الحيوانات ! 
اعلمواْ أنَّ الحوارَ كثيرَ الاغتصاصِ بالتزمجرِ،وبالزمجرةِ يُقيم الفتنة ويُزيد النار حطباً يَبساً ،بل اعلمواْ أنّكم تجادلون من أجل الحق والوصول الى ما يحقق الصالح العام للإنسانية ،ذلك الحق الذى يُبقي على الفكر البنّاء، أو يَخلقُ فكراً لا هدّاماً ،بل يبنى عقولاً، ويقومها؛ لتشييد حضارات .
فليكنْ إذنْ ..!
فالكلُ فى إختلاف مستمر ؛لأنّ القراءات للموضوعات، ليست واحدة، قد تختلف، وتختلف فعلاً ،فمن يطرح مشروعاً لقانونٍ ما فى أى برلمانٍ، يطرحه من أجل تسيير وتسهيل مصلحة أحد الفئات ، لكن أحد الاحزاب الاخرى، قد يرى أنّ ذلك القانون ،سَيُضِرُ بمصلحة الفئات الاخرى ،وهذا خارج عن القانون مثلاً ..ويدور الصراع والتصادم الفكرى إلى آخر محطة، وهى الوصول للحق ،ذلك الذى يبني !.
الاختلاف قد يكونَ نتاجَ تبعية وتقليد عند أحد الأطراف ،أو غيرة وحسرة وغلٍ عظيم ،فيكون الصوم عن سماع الكلام بالعقل ،أو نتاج تكبر وتزمر وغرور فى تأييد فكرة أحدهم أو للسماع إليه بشخصه –عنصرية أقصد - .
تذكروا جيداً ،الكل فى إختلاف مستمر ،والغاية الوصول للحق ،بمعنى التأكد من أن موضوع الإختلاف ،هو ما يبنى ويعمر..حتى لا نصبح كالقطيع نعتنق ،ونعتقد ،ونؤمن بلا عقل واعٍ ؛وممارسة فكرية فذة ..فذلك نعمة من الله ،نعمة التكريم على الخلق..فاللهم لك الحمد ! .