adsense

2017/09/07 - 12:02 ص



بقلم حميد بركي
يختلف الشكل عن غيره ليتميز بما لديه كما هي اللفظة من لغة لأخرى بناء على مراحل زمكانية وعادات وتقاليد بلورها الوازع الروحي لدى كل من النماذج
التي لا يمكنها أن تكون إلا كما هي عليه ليعم التواصل قصد التعايش لأجل البناء
الشخصي لأن العلاقات الروحية أهم ما يمكنه الانصهار لتكون العائلة ثم المجتمع
فالدولة وبه يلزم وحدة الخطاب وللاحتياط كانت اللغة خاصة لما يهم الداخل من الأمة وعامة للتواصل مع الآخرين حتى أن اللغة الواحدة تعددت لهجاتها المنبثقة
منها حسب النقل الخاطئ أو الاختزال بناء على ما تبناه مجتمع ما وهي نموذج
لإظهار نوع السلوك الذي نهجه المتكلم أثناء ممارسته فن التواصل ليكون جزء
من شتى دون الاعتزال حيث القبيلة أو المجتمع يسهل استقراء ما تنطوي عليه
من تاريخ انطبولوجي من خلال اللفظة فمثلا عندما يقال بلد كالمغرب "اقسم الخبز" فهذا يدل على أن الشراكة المتعلقة بالعائلة أو المجتمع تحتم عليهم الاقتسام
فأثر ذلك على مصطلح قطع الخبز وعندما يقال لفلان "كسِّر الخبز " رغم ليونته ورطوبته تدرك أن الخبز قبلُ كان صلبا مما يدعوا إلى كسره إما لعدم مادة الخميرة أو لقلته والحفاظ به إلى حد أن ييبس ويصير صلبا, المهم هنا هو سلوك اللفظ وخشونته .
وأحسب الكلمة السيئة من الضعف الذهني مما يتكون عليه سوء الأخلاق على
مدى إصابة النفس بالأذى لأن النفس هي الاتصال الواضح بالوازع الديني
ولا أتكلم عن الروح لقوله عز وجل" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" وقارنت النفس بالوازع الديني لأن الدين جاء للحفاظ عليها ومقاومتها
والسوء من القول هو نتيجة النفس الأمارة به وفيه يستحضرني قوله سبحانه
" لا يحب الله الجهر بالسوء من القوْلِ إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما "
من سورة النساء الآية 148 – وفيها قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس :لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على
من ظلمه وذلك قوله :( إلا من ظلم ) وإن صبر هو خير له.1
كما جاء عن عائشة قالت: سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبخي عنه , وقال الحسن البصري : لا يدع عليه وليقل:
اللهم أعني عليه واستخرج حقي منه ,وفي رواية عنه قال: قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه :2
وعن مجاهد في قوله ( قال: ضاف رجل فلم يؤد إليه حق ضيافته فلما خرج
أخبر الناس فقال: ضفت فلانا فلم يؤد إلي حق ضيافتي , قال: فذلك الجهر بالسوء
من القول إلا من ظلم حتى يؤدي الآخر إليه حق ضيافته.