adsense

2017/04/21 - 1:20 ص



بقلم الأستاذ حميد طولست

"جمعية لاهوادة للدفاع عن الثوابت" ، نموذجا !!

ما دعاني في المقام الأول إلى الخوض في موضوع "جمعية لاهوادة للدفاع عن الثوابت" التي يرأسها السيد عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم علال الفاسي ، هو الحديث الذي دار بيني وبين الصديق والزميل بامحمد حفري ،الصحفي المقتدر مدير نشر جريد "القلم الحر" حول دور الجمعية في الحرب الدائرة رحاها بين القيادي حميدي ولد الرشيد والأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ، الحديث الذي دفع بي في المقام الثاني إلى البحث في معنى لفظة "لا هوادة" التي أُختيرت بعناية لتكون إسما للجمعية وعنوانا تعريفيا للدور الذي أنشأت من أجله ، ومدى مطابقتها وملاءمتها للصورة الرائعة التي رسمها لها واضعوها، وموازاتها كعنوان لغاياتها وأهدافها ، وتكافئها كـ (مانشيت)  مع مضمون الجمعية ، كما في المثل المغربي الدارج "إمارة الدار على باب الدار" والذي سبقه في هذا المعنى الشاعر العباس بن الأحنف في قوله:
كنت مثل الكتاب أخفاه طي §§فاستدلوا عليه بالعنوان.
فهل ال(مانشيت)  "بلاهوادة " هو تعريف صادق لها ؟، ودليل حقيقي على مشروعها ؟ أم أن هناك شرخا كبيرا ، يفصل بين الإسم والمسمى، وبين المقول والمعمول، كما في العديد من الألفاظ الجزلة والأسماء الرنانة ، التي لا يُستدل بذكرها على مسمياتها، ولا تعكس الصادق من الأفعال عن الكاذب منها، ولا يُتبين المزيف عن الحقيقي منها ، كما هو ديدن ممتهني الصحافة الذين يولون للـ (مانشيتات) الصحفية أهمية كبيرة ، على حساب الإهتمام بشرط ملاءمة الموضوع والخبر أو الحدث بالإسم ال(مانشيت)  ، ليضفوا على الخبر الصحفي المقروء ، الجاذبية والتشويق ولفت الانتباه ، ما يجعل الأمر يأخذ طابع الخداع والتمويه والمراوغة والتحايل على القارئ ،لاستدراجه ، بل وإرغامه على قراءة الموضوع، الذي لاشك لن يجد فيه ما استوحاه من (مانشيته) عنوانه الرنان الطنان ، ما يزعزع الثقة بالكاتب و القائمين على تحرير الأخبار ، فهل يجزم أحد بأن أفعال مؤسسي جمعية "بلا هوادة " هي بذات الوقع والصدى الذي يحمله (مانشيت) "لاهوادة " من القوة والشِدة والإصرار ، أم أنه يبقى مجرد عبارة خاوية من كل معنى تحمله المفردة في المعاجم ، فينطبق علها قول ابو بكر بن عمار الشاعر الأندلسي:
مما يزهدني في أرض أندلـس   أسـمـاء معتضـد فيها ومعتـمـد ألقاب مملكة في غير موضعهــــــــــــا      كالهر يحكي انتفاخا صولة الأســـــد