adsense

2017/04/17 - 12:02 م



بقلم الأستاذ حميد طولست

كثيرون هم أولئك الذين تدمروا من نحس سوء حظ التوفق في تشكيل الحكومة على الصورة التي يخدم أيديولجية حزب العدالة والتنمية %100 ، واشتكوا من هندستها التي لم تأتي على نهج توجهاته ، ومع ذلك وجدناهم كلهم ، وأؤكد على لفظة كلهم ، وقد انخرطوا ، بطرق مباشرة أو غير مباشرة ، في تشكيلتها التي هندست في أدق تفاصيلها ، حسب إرادة المنافسين ،التحكم ، كما يحلو لهم نعتهم ، ووفق شروطهم، مغامرين بشعبيتهم، مضحين بمكتسباتهم ، في مشهد بائس قاتم يعطي صورة على أنهم في مأزق سياسي خانق ،-وكأنهم هم أصحاب أقل عدد من المقاعد وليس حزب التقدم والاشتراكية- لا يدرون كيف يغادرونه من  فرط التخبط الذي لم يترك أمامهم من مجال للخروج بأقل الخسائر ، حفاظا على وحدة صفهم ، غير اللجوء إلى السخرية والإستهزاء بالآخر ، و الذي شمل التفكه على استوزار رجالات المخزن ، ما ينم في مجمله عن فكر سطحي ومقاربات عدوانية ، وإسقاطات أولية اندفاعية سخيفة ، لا ترقى الى مستوى الاتزان والمسؤولية وروح الموضوعية ، كما هو حال الهجمة الفيسبوكية الواسعة التي تمحورت حول السخرية من حيثيات تعيين محمد حصاد على رأس وزارة التعليم ومدى مناسبة خلفيته للمنصب -كما لو أن خلفيات باقي وزراء حكومة السي العثماني مناسبة كلها للمناصب التي تولوا تسيرها- وغيرها من الحملات الساخرة التي لجأ إليها الذين إعتبروا أن تعيين رجالات المخزن في المناصب الاستراتيجية الوازنة (التعليم/ الخارجية...) هو إشارة واضحة على إرادة التحكم الكامل في مجريات الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، وإمعان في إذلال حزب العدالة و التنمية من خلال منحه وزارات غير ذات تأثير على السياسة الحكومية العامة .
وانا هنا أحب أن أوجه سؤالا لأصحاب هذا الطرح :  لمصلحة من هذه الموجة العارمة من التبخيس ، وهذه الحملة من السخرية والتهكم اللاذع الذي عم مواقع التواصل الاجتماعي ، من إطار مغربي كفء دبر قطاعات اجتماعية واسعة وأحدث فيها تغييرات مهمة، لم يقوى على مثلها الكثير من الوزراء ، الاستهزاء والسخرية  التي يرفضها البعض ويعتبرونها تجن على السيد حصاد الذي أفلح -كوزير للداخلية - في كثير من المهمات الصعبة ، وادار حوارات ساخنة نجح من خلالها في استتباب الامن والسلم الاجتماعيين، ويقرون أن اختياره كوزير للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي هو عين الصواب ، لتجربته الطويلة ومعرفته بالإدارة والأحزاب والنقابات ما قد تساعده على فتح الطريق لاصلاح قطاع غارق في أزمة كبيرة لم يستطع أن يخرج منها لا على يد التيكنوقراط ولا على يد الحزبيين ولا على يد رجال التعليم أنفسهم ، وذلك بشهادة العارفين الذين يرون أن تعيين السيد حصاد كوزيرا للتربية الوطنية لا يستحق كل هذا التبخيس والعسكرة ولا هذه القراءات السطحية الملغومة وكل ذلك الترهيب والتخويف على التعليم ، ممن أسموه بوزير "الزرواطة ومحاصرة المسيرات الاحتجاجية، وفض التجمعات" بدعوى أنه لا علاقة له بالبيداغوجيا التي تعتمدها المناهج التربوية ، بينما الذي يستحق الاستهزاء والسخرية حقا وحقيقة ، هم قادة بعض الأحزاب اليسارية واليمينية والاسلامية ، الذين أساءوا كثيرا للرصيد التاريخي المحترم لأحزابهم ، ولشعبيتها المحفوظ في الذاكرة الوطنية ، وذلك حين أعطوا جعلوا الإستوزار أولويتهم وغاية الغايات  في انتهازية هي الأبشع في نوعها ، والتي تستحق السخرية والاستهزاء لما فيه من خطر على السياسة و على الأخلاق والقيم ، وعلى المواطنة الحقة والتي تعتبر مؤامرة سياسية على مبادء الديمقراطية التي كان ينبغي علهم ترسخها لدى الأجيال الحالية والقادمة،  والتي من الخطأ أن تترك جذورها المتخفية تحت عباءات متنوعة ليبرالية ودينة تستحوذ عليها نزعات الطمع وحب السيطرة والنرجسية ، وتتمدد في أوصال الوطن ، لتعيد الشعب والمجتمع إلى أزمان التردي والخمول والكسل والغرور .
لاأخفيكم سرا أني حاولت جاهدا التعرف على نوعية وشكل الحكومة التي يريدها الكثير من هؤلاء الساخرون المستهزؤون من إستوزار "رجال المخزن " فراودنتي الشكوك ، كغيري كثير من المهتمون ، في أنهم ينتظرون حكومة تتكون  من شخصيات: كعمر بن الخطاب ، تشي غيفارة ، وعلال الفاسي ، والمختار السوسي ، عبد الله ابراهيم ، المهدي بن بركة ... وكأن الحكومة ليست مغربية ، فلماذا إذن كل هذه السوريالية ؟ أم أن في الأمر "إن" ..