adsense

2018/05/06 - 5:11 م


بقلم عبد الحي الرايس
ما أَصْدقَ العبارة ! وما أبْلغَ الدلالة !
فيها الْوصْفُ، وفيها النُّصْحُ والتناصُحُ والاِنْتِصَاح
أَبْرَزُ صفات المومنين التَّواصي بالحق، والْحَثّ على الْبِرِّ والْخَير
في المأثور عن النبي الأكرم: ” إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا :لمن يا رسول الله ؟ قال:لله، ولكتابه ،ولرسوله، ولأئمة المسلمين ،وعامَّتهم".
ولوْ أنَّ الناسَ دأبوا على النصح والتناصح والانتصاح لاَنْصَلَحَتْ أمورهم أفراداً وجماعاتٍ وأقطارا.
يَحْكُونَ عن قُطْريْن جارَيْن اشتد الخصامُ بينهما، وأوشك أن يُسْفر عن حربٍ واقتتال ، وبدلَ الاسْتعداء
والإمعان في النزاع، كان الْجُنوحُ إلى السِّلْم واللجوءُ إلى الحوار، فَكان التصالحُ وَعَمَّ السلام دون هَدْرِ أموال، ولا توظيفِ سلاح، ولا إراقةِ دماء.
وعلى مَرِّ العصور دأبَ القادةُ على اصْطفاء حُكماءَ وعُلماءَ ذوي رَأْيٍ وبُعْدِ نَظر، يُقرِّبونهم ويستشيرونهم في تدبير شؤون الأمم والأمْصار.
تَطوَّرتِ الأمُورُ فصارتْ مَجالسَ تُنْتخَب، ودساتيرَ تُعْتبَر، وجَدَّتْ مُصطلحاتٌ فكان منها التشاورُ والشراكةُ والْحَكَامَة.
فُعِّلتْ عند الْبعْض فألْهَمتِ الكثير، وكانتْ مصدرَ قوة ووحدة وخيرٍ عميم، ولاَكَتْهَا الألْسُنُ عند آخرين، فأفْرغَتْها من كل مُحتوى ورَأْيٍ رَصِين.
وصارتِ الْمصائر، مَرْهونةً بذوي الْبصائر ، يَنْضجون فيرشُدُ بِهمُ القرار، ويتصحح المسار، ويَضِلُّون فتسُودُ الْعَتمَة ويَزيغُ عَنِ السكةِ القطار.