adsense

2017/04/06 - 12:37 ص


يخلد العالم اليوم الخميس06 مارس اليوم الدولي للرياضة من أجل السلام والتنمية، الذي يعد مناسبة للاحتفاء بقطاع تجاوز الجانب الترفيهي ليشكل ركيزة أساسية من ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعتمد عليها الدول لتعزيز اقتصادها ورفاهية مواطنيها، وتسعى المنظمات الدولية من خلالها لتكريس القيم الانسانية وإشاعة التسامح و السلام.
ويرجع الفضل للمغرب في احتفال العالم في 6 أبريل من كل سنة بهذا اليوم العالمي، بعدما تقدم ممثل اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، السيد كمال لحلو خلال المنتدى الدولي الثاني الذي انعقد في قصر الأمم في جنيف بين اللجنة الأولمبية الدولية والأمم المتحدة في 22 مايو 2011، بالاقتراح الذي يوصي بتخصيص يوم عالمي للرياضة للتذكير بالقيم النبيلة والدور الذي تلعبه الرياضة في خدمة التنمية والسلام، لتقرر الأمم المتحدة في 23 غشت 2013 اعتماد يوم 6 أبريل كيوم عالمي للرياضة.
وتعرف وزارة الشباب والرياضة، الممارسة الرياضية كظاهرة اجتماعية وإنسانية وثقافية هامة، ونشاط ضروري للإنسان وعنصر للتربية ووسيلة لتلقين كفاءات كالقدرة على اتخاذ القرارات، والتأقلم مع المحيط، وحل المشاكل، والتحكم في الذات والمشاعر، والتواصل، والعمل داخل فريق، والتغلب على الخجل.
كما تعتبر الوزارة الوصية، الممارسة الرياضية عاملا للاندماج والتأقلم، ووسيلة للتناسق الاجتماعي والاندماج الدولي، ونشاطا اقتصاديا، اضافة لتثمينها للفوائد التي يجنيها ممارس الرياضة خصوصا في مجالات الصحة والحالة البدنية.
وتترجم الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة ( 24-25 أكتوبر 2008)  التي أكد فيها جلالته على أن “الممارسة الرياضية رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش”، اضافة لدستور 2011 الذي أشار لأول مرة للرياضة من خلال المادة 26 والمادة 3 والمادة 33، وكذا الإستراتيجية الوطنية للرياضة في أفق ،2020 الاهتمام الواسع الذي توليه المملكة لهذا المجال والانخراط الفعلي في الدينامية التي يعرفها العالم القائمة على اشراك هذا القطاع ضمن سياساتها ومشاريعها.
وتبرز أهمية الرياضة في دورها الكبير واسهامها في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وكذا في تعزيز التنمية الاقتصادية، وإذكاء الوعي والفهم، وتعزيز قيم الاحترام والاندماج الاجتماعي لجميع الفئات، بالاضافة الى مساهمتها في ارساء قيم السلم والتسامح والروح الرياضية والصداقة بين جميع الأجناس.
ولا يمكن اعتبار الرياضة ترفا في أي مجتمع بل استثمارا على المدى القريب والبعيد، فهي تجمع الناس حول قيم إيجابية وتتيح تدعيم ثقافة الحوار ودحض الأحكام المسبقة، لتحقيق الاندماج الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين.
كما تبقى الرياضة عنصرا مهما لتحقيق التنمية المستدامة، نظرا للمساهمة الكبيرة التي تضطلع بها في تحقيق التنمية والسلام لاسيما دورها المتعاظم في تشجيع التسامح والاحترام وفي تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات من الحقوق المتعلقة بالصحة والتعليم الإندماج الاجتماعي.
وفي رسالة بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، اعتبرت المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا، أن هذا اليوم يعد فرصة مناسبة للدعوة الى اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ تحقيق اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﻧﺸﺮ اﻟﺴﻼم.
وأبرزت أن اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﻨﺪرج ضمن ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻮﺣﺪة بين اﻟﺒﺸﺮ ﻛﺎﻓﺔ وفي جميع أنحاء العالم، كما أنها ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﻤﻜ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، والمساواة بين الجنسين، ووﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹدﻣﺎج اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
واعتبرت في ذات الرسالة أن اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ من أﻛﺜﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻗﻮة وﻓﻌﺎﻟﻴﺔ في مجال اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ وﻧﺸﺮ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ المشتركة المتمثلة، في اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ والمسؤولية والاحترام واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻌﻤﻞ الجماعي والمساواة، متيحة إدﻣﺎج الجميع في المجتمع، وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺼﻮر اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ، وإرﺳﺎء أﺳﺲ اﻟﺴﻼم وﺗﻮﻃﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء مجتمعات ﺳﻠﻴﻤﺔ.
كما دعت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي الى بذل الجهد ﻣﻦ أﺟﻞ دﻋﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ وإﺗﺎﺣﺘﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، في ﻇﻞ المساعي العالمية الرامية إلى المضي قدما في تنفيذ ﺧﻄﺔ التنمية المستدامة لسنة 2030.
تختلف الرياضات جماعية كانت أو فردية، من حيث قواعدها ومن حيث الأدوات التي يستعملها ممارسوها، فإذا ساهمت في التعريف بمجتمعات وحضارات، وساعدت التنافسية التي تخلقها بين الممارسين في السعي الى تطوير المهارات الفردية، فهي في المقابل كانت مسرحا للعديد من الأحداث الدامية التي يتعين نبذها وتغليب الروح الرياضية التي تبقى شرطا أساسيا تنبني عليه الممارسة الرياضية.
(ومع)