adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/05/17 - 11:33 ص


بداية مدار الطريق السيار، ومع أشغال تهيئته الجديدة، بدأت ملامح تجزئة سكنية تطفو على السطح، لتطلق العنان لقلق واسع وسط ساكنة فاس. المكان الذي حوّله المواطنون إلى منتجعهم الطبيعي، بوسائل بسيطة وبدون تدخل رسمي، بات مهددا اليوم كما حصد جشع العقار من قبل فضاءات مماثلة، أشهرها "واد فاس"، الذي اختفى بين الإسمنت والإهمال.

في كل مساء، يتقاطر المئات إلى هذا الفضاء المفتوح، بحثا عن متنفس لا توفره المدينة، لا في حدائقها النادرة، ولا في بنيتها التحتية الترفيهية الغائبة تقريبًا، هذا الإقبال الشعبي اليومي يعكس حاجة حقيقية لفضاءات عمومية للراحة، والرياضة، والترفيه، لكنه في الوقت نفسه يطرح السؤال الأكبر: أليس من الأجدر استثمار رأس المال الوطني في مشروع ذي بعد سياحي وثقافي مثل "مارينا فاس" أو "ديزني لاند مغربية"، أو حتى "حدائق فاس"؟ مشروع يزاوج بين الربح الاقتصادي وتحقيق الترفيه المنشود، ويُعيد للمدينة شيئا من بريقها المفقود؟

في ظل صمت جماعة فاس الغارقة في تناقضاتها وصراعاتها الداخلية، تبدو البرامج التنموية، إن وجدت، باردة ومحدودة الخيال، لا رؤية استباقية، ولا تفكير إبداعي يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة، خصوصا الشباب منهم. المدينة تحتاج إلى أفكار جريئة، قادرة على خلق نقاط جذب حقيقية، تحفظ فيها كرامة الساكنة وتشعل فيها من جديد روح الفخر والانتماء.

فكرة تحويل هذا المنتجع الشعبي إلى مشروع حضري متكامل ليست فقط ممكنة، بل تحظى بقبول واسع وسط الفاسيين، الذين يعرفون قيمة مدينتهم ويؤمنون بحقهم في الحلم.

فهل نرى مبادرة جادة من طرف مسؤول أو مستثمر وطني يلتقط هذا النبض الشعبي؟ أم نترك المكان يندثر بصمت، كما اندثرت مساحات كثيرة من قبل، تحت مطرقة الإسمنت وسندان اللامبالاة؟

إنقاذ منتجع الفاسيين اليوم ليس مجرد حماية لفضاء، بل هو دفاع عن فكرة، عن حق في الترفيه، عن مدينة تريد أن تحلم.