adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/08/12 - 11:14 م


يعتبر البطل الرياضي المتخصص في رياضة الكيك بوكسينغ رجلا استثنائيا، نظرا لمسيرته الرياضية المشرقة في ظل غياب أي دعم رسمي من الجامعة الوصية على هذا النوع الرياضي، فابن الحي الشعبي "كريان الحجوي" بمقاطعة المرينيين بفاس الذي رأى النور يوم 11 نونبر 1977 عاش طفولة صعبة كباقي أبناء الفقراء بحيه، إلا أنه استطاع انتشال نفسه من براثن الضياع، ليبرهن مرة أخرى أن الأحياء الشعبية لا تولد الإجرام بقدر ما تدفع أبناء العائلات المعوزة للتألق في شتى المجالات، وفي مقدمتها المجال الرياضي، وذلك على يد مدربه الأول البطل سعيد الشركي بالنادي الرياضي الاخلاص "بحي عين هارون بفاس"، حيث منبع العديد من الأبطال الرياضيين المغاربة في مختلف التخصصات الرياضية.
تعرف بطلنا المغيب عن الساحة الوطنية على أبجديات الرياضات الفردية كالكراطيه والتايكواندو و الفول كونطاكط و الكيكبوكسينغ، ليصنع من نفسه بطلا بعدة أنواع رياضية لكنه فضل مواصلة المشوار بالنوع الأخير ليصبح رقم صعبا في هذا النوع داخل وخارج الوطن، عاشق التحديات بعد أن انقطع عن دراسته لأسباب مادية بسلك الثانوي، اشتغل بعدة مجالات كالتجارة و الحراسة بفنادق معروفة بالعاصمة العلمية وآخر ما اشتغل به فندق المرينيين، في سنة 2004، لما يأس من تحقيق ذاته بوطنه في نوعه الرياضي المفضل سيهاجر صوب إسبانيا و منها نحو إيطاليا حيث سيجد ضالته، و بسرعة فائقة تمكن من اتقان اللغة الإيطالية.
ونظرا لمظهره الرياضي المتميز تمكن من الاشتغال كحارس أمن خاص لعدة شخصيات إيطالية، أبرزها رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلڤيو برلسكوني، وبفضل حبه للرياضة المفضلة لديه استطاع إقناع رئيس جمعية رياضية مختصة في الكيكبوكسينغ بروما يملكها مغربي، و يرتادها أبناء الجالية المغربية بعاصمة الطليان، حيث سيصبح مدربا وتمكن من تحقيق عدة ألقاب شخصية بالقارة العجوز، كما مكن عدة ابطال من أبناء الجالية لتحقيق ألقاب في هذا النوع، وأخيرا استطاع ابن مدينة فاس من تأسيس مدرستين، الأولى تعنى بتكوين عناصر أمن خاص، والثانية تهتم بتكوين أبطال رياضة الكيكبوكسينغ.
سعيد الساري سيسطع نجمه بتحقيقه بطولة العالم، علما أنه كان يعاني من بتر عصب بيده اليسرى، ورغم منعه من اللعب من طرف طبيب إيطالي الذي حاول إقناعه للقيام بعملية جراحية مستعجلة 6 أيام قبل المواجهة الحاسمة، إلا أنه غادر المستشفى بعد إمضائه على محضر المغادرة بدون إذن الطبيب المعالج، وفعلا تمكن المغربي العصامي من التفوق على خصمه منقوصا من يده اليسرى، حيث سيصيب منافسه بالضربة القاضية خلال الجولة الأولى فقط وفي الدقيقة الثانية.
الآن وبعد زيارته الأخيرة لعائلته بفاس، لم يهدأ له بال حتى زار مدربه الذي كان له الفضل في تكوينه أيام الطفولة، وفي حديثه للجريدة،  أعرب البطل المغربي المنسي عن أسفه من التهميش الذي يطاله من طرف الجامعة المغربية الوصية، علما أن الجامعة الإيطالية عرضت عليه للعب براية الآزوري، إلا أنه رفض مؤكدا في لقائه الحصري مع جريدة القلم الحر، أنه لا يفكر أبدا في حمل راية أخرى غير علم المملكة المغربية، التي تربى على حبها منذ الصغر.
سعيد لا يطلب شيئا غير التفاتة الجامعة المغربية كي يمثلها رسميا في منافساته القادمة، الابن البار للمغرب لا يرغب في الحصول على شيء من الجامعة المغربية غير رفع العلم الوطني عاليا، سعيد يخاطب كل الضمائر الحية و كل من له غيرة على هذا الوطن من أجل رفع راية بلده عاليا، سعيد الساري ببساطة أحب ملكه ووطنه والشعب المغربي العظيم، ليصبح للمغرب بطلا عالميا في رياضة الكيكبوكسينغ .. فهل من مجيب...؟