بقلم الأستاذ حميد
طولست
على ما يبدو لنظري
المتواضع أن الخطر لا يكمن في التدوينة المشيدة بالإرهاب ، رغم خطورة الدعوة لقطع رؤوس
السائحات الأجنبيات اللواتي تطوعن لتعبيد طريق نائية بدوار بإقليم تارودانت بسبب لباسهن،
وذلك لأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني
، قادرة بنباهة كفاءاتها المتميزة ويقضتهم ، على أن الوصول كل من يُشتم فيه شبهة التورط
في أي قضية أو أي فعل إرهابي، كما حدث مع أستاذ القصر الكبير، الذي أُوقف مباشرة بعد
نشره لتدوينته المشؤومة ، عليه طبعا ، كما
أن الخطر لا يكمن في تدخل المستشار البرلماني الإسلاموي الذي هاجم "شرتات"
المتطوعات التي أعمت بصره ونشطت مكبوتاته ، يبقى الخطر كل الخطر في صمت القبور الذي
نزل على ممثلي الشعب –من داخل حزبه أو من خارجه – وأصابهم بالصَمَم والعَمىَ ، فلم
يحتجوا أو يصرخوا ضد ما تضمنه تدخله النشز
المستفز، من إعتداء وجبروت وارهاب ضد الوطن والشعب الذي يمثلونه ، وكأنه ليس في الأمر
ما يسيء للبلاد والعباد ، أو أنهم يعملون بالمقولة
المصرية "إبعد عن الشر وغني لو" ، فسكتوا طواعية أو مرغمين بإغراءات الريع
والامتيازات ، عن ذاك الشر البين الذي لازال صدى زعيق تنديداتهم به خلال الانتخابات
، يزلزل أركان ميادين التجمعات وقاعات المؤتمرات ، ويرج صالونات الندوات ، ويصم آذان
المواطنين إلى الآن .
إننا هنا نطالب
ممثلي الشعب المنتمين للأغلبية والمعارضة على حد سواء ، بالكشف كل منهم عن موقفه الحقيقي
تجاه مثل هذه الأشكال الفرجوية البئيسة، التي تنفر الفئات المثقفة من ممارسة السياسة
، وحتى لا يقال أنهم مسلوبو الإرادة والهوية وبدون انتماء للوطن ولقضاياه ، ويتهموا
بالتواطئ والتآمر والتخندق في اللعبة الخطيرة التي يبحث من خلالها زميلهم "البيجيدوي"
عن استرجاع أصوات ناخبيه بكل الأساليب، حتى لو كانت بركاكة سياسية شعبويتها ، لممارسة
الوصاية الدينية على المجتمع والدولة ، خدمةً لمشروع الأحزاب الإسلاموي والتيارات السلفية
والأصولية في الاستفراد بالتحكم في كل مفاصل القرار الوطني السياسي والاقتصادي والأمني..
، الأمر الذي لاشك، أن التاريخ سيحاسب كل من تهاون في فضحه ومواجهته ، وقصر في حماية
مصالح الوطن والمواطنين من خطورته ، لأن مصالح الوطن ليست لعبة، بدليل قول النبي صلى
الله عليه وسلم: "كلكم راع..."الحديث.