adsense

2019/09/08 - 11:03 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
على ما يبدو لنظري المتواضع أن الخطر لا يكمن في التدوينة المشيدة بالإرهاب ، رغم خطورة الدعوة لقطع رؤوس السائحات الأجنبيات اللواتي تطوعن لتعبيد طريق نائية بدوار بإقليم تارودانت بسبب لباسهن، وذلك لأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، قادرة بنباهة كفاءاتها المتميزة ويقضتهم ، على أن الوصول كل من يُشتم فيه شبهة التورط في أي قضية أو أي فعل إرهابي، كما حدث مع أستاذ القصر الكبير، الذي أُوقف مباشرة بعد نشره لتدوينته المشؤومة ، عليه طبعا ، كما  أن الخطر لا يكمن في تدخل المستشار البرلماني الإسلاموي الذي هاجم "شرتات" المتطوعات التي أعمت بصره ونشطت مكبوتاته ، يبقى الخطر كل الخطر في صمت القبور الذي نزل على ممثلي الشعب –من داخل حزبه أو من خارجه – وأصابهم بالصَمَم والعَمىَ ، فلم يحتجوا أو يصرخوا ضد  ما تضمنه تدخله النشز المستفز، من إعتداء وجبروت وارهاب ضد الوطن والشعب الذي يمثلونه ، وكأنه ليس في الأمر ما يسيء للبلاد والعباد  ، أو أنهم يعملون بالمقولة المصرية "إبعد عن الشر وغني لو" ، فسكتوا طواعية أو مرغمين بإغراءات الريع والامتيازات ، عن ذاك الشر البين الذي لازال صدى زعيق تنديداتهم به خلال الانتخابات ، يزلزل أركان ميادين التجمعات وقاعات المؤتمرات ، ويرج صالونات الندوات ، ويصم آذان المواطنين إلى الآن .
إننا هنا نطالب ممثلي الشعب المنتمين للأغلبية والمعارضة على حد سواء ، بالكشف كل منهم عن موقفه الحقيقي تجاه مثل هذه الأشكال الفرجوية البئيسة، التي تنفر الفئات المثقفة من ممارسة السياسة ، وحتى لا يقال أنهم مسلوبو الإرادة والهوية وبدون انتماء للوطن ولقضاياه ، ويتهموا بالتواطئ والتآمر والتخندق في اللعبة الخطيرة التي يبحث من خلالها زميلهم "البيجيدوي" عن استرجاع أصوات ناخبيه بكل الأساليب، حتى لو كانت بركاكة سياسية شعبويتها ، لممارسة الوصاية الدينية على المجتمع والدولة ، خدمةً لمشروع الأحزاب الإسلاموي والتيارات السلفية والأصولية في الاستفراد بالتحكم في كل مفاصل القرار الوطني السياسي والاقتصادي والأمني.. ، الأمر الذي لاشك، أن التاريخ سيحاسب كل من تهاون في فضحه ومواجهته ، وقصر في حماية مصالح الوطن والمواطنين من خطورته ، لأن مصالح الوطن ليست لعبة، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع..."الحديث.