adsense

2019/09/15 - 12:16 م


أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، امس السبت بواغادوغو، على دور المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو" في مجال تدبير الإشكالية الأمنية بمنطقة الساحل.
وأوضح  بوريطة، في كلمة له خلال افتتاح الدورة الاستثنائية لمؤتمر دول وحكومات "سيدياو" حول محاربة الإرهاب، أن هذه المنظمة الحكومية تشكل الفضاء الأكثر ملاءمة لتدبير مقاربة مهيكلة ومشتركة للإشكالية الأمنية بمنطقة الساحل.
ودعا الوزير إلى أن تشكل هذه القمة بداية لإعادة تعبئة حقيقية داخل وحول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة بالمنطقة في مجال محاربة الإرهاب تعتبر جوهرية في الوقت الذي تظل فيه الإنجازات غير مكتملة.
وتابع  بوريطة في معرض استعراضه لتجربة المملكة في هذا المجال، إن البحث عن الوصفة السحرية ضد الإرهاب لا يزال قائما؛ لكن الممارسات الفضلى موجودة بالفعل.
وبعد تذكيره بأن المغرب قد تعرض بدوره لآفة الإرهاب، أكد السيد بوريطة أن المملكة تتوفر على مقاربة حقيقية للتعاون وروح أصيلة للمشاطرة.
وبالعودة إلى تجربة المملكة، أشار الوزير إلى أن المقاربة المغربية ترتكز على رؤية أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ بداية حكم جلالته: متعاونة وإنسانية.
وأوضح بوريطة أن هذه الرؤية متعاونة، على اعتبار أن المغرب كان سباقا للكشف عن التهديد الإرهابي بمنطقة الساحل والصحراء، مستحضرا في هذا السياق مقتطفا من خطاب العرش لسنة 2014، والذي دعا فيه جلالة الملك إلى التصدي الجماعي للتنظيمات الإرهابية التي تجد في عصابات الانفصال والاتجار في البشر والسلاح والمخدرات، حليفا لها، لتداخل مصالحها.
وحسب  بوريطة، فإن المقاربة الإنسانية تتمحور، من جانبها، حول ثلاثية غير قابلة للتفكيك: الأمن، التنمية البشرية والتكوين، مؤكدا أن  البعد الأمني ضروري، لكنه غير كاف لوحده، مضيفا من جهة أخرى أن التنمية البشرية تعتبر مفتاح استدامة العمل ضد الإرهاب.
وأكد أن تجفيف منابع الإرهاب، يبتدأ بتجفيف الروافد التي تغذيه: الهشاشة، البطالة، العجز التعليمي… فخلق الثروة يعني إفقار الإرهاب وحرمانه من حججه الأكثر استقطابا، مبرزا في هذا الصدد أهمية البعد التكويني. وفي مواجهة تحديات مكافحة الإرهاب.
أشار الوزير إلى أن المغرب سيلبي الدعوة كلما كان دعمه ضروريا، لاسيما في مجال تكوين قوات الأمن، وتبادل المعلومات وتكوين المرشدين الدينيين.
وقال إن المملكة لم تتردد أبدا في اقتسام تجربتها مع البلدان الحليفة والشقيقة والصديقة، مبرزا استعداد المغرب لتقديم دعمه من أجل إحداث معهد الدفاع لمجموعة الخمس- الساحل بنواكشوط.
وبخصوص مشاركة المملكة في هذه الدورة، أوضح بوريطة أن حضور المغرب في هذه القمة الاستثنائية، كشريك رفيع المستوى لسيدياو، هو إشارة على تميز علاقات الصداقة والتعاون القائمة مع مجموع بلدان المنطقة.
وأضاف أن هذه الدورة، التي تأتي في الوقت المناسب، تستجيب لتطلعات متسقة من أجل عمل مستدام، وإرادي وملموس، كما تمثل منعطفا في معالجة إشكالية الإرهاب في منطقتنا.
كما استعرض بوريطة مختلف المؤهلات التي تزخر بها منطقة الساحل، لاسيما الرأسمال البشري والطبيعي واللامادي، علاوة على موقعها الجيوستراتيجي المحوري.
من جهة ثانية، أكد الوزير أن هذه المؤهلات تجعل من هذه المنطقة هدفا مفضلا للحركات الإرهابية، كما يدل على ذلك تنفيذ 393 هجوما إرهابيا بغرب إفريقيا سنة 2019، مقابل 109 في شرق إفريقيا و74 بوسطها.
وخلص السيد بوريطة إلى أن هذا التشخيص الرصين للحقيقة المخيفة لدينامية الجماعات الإرهابية ينبغي أن يسائل حول تناميها المقلق؛ لكن أيضا حول مسبباتها العميقة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى بيئية.
يشار إلى أنه، وبتعليمات ملكية سامية، يمثل جلالة الملك في أشغال هذه الدورة، وفد يتكون من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، والمدير العام للدراسات والمستندات، السيد محمد ياسين المنصوري.
وتعكس الدعوة الموجهة إلى جلالة الملك لحضور هذه القمة الاستثنائية، من طرف الرئيس الحالي لمجموعة سيدياو، فخامة السيد محمدو إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر، دور المغرب باعتباره شريكا متميزا لهذه المجموعة ولغيرها من المؤسسات المعنية بمكافحة الإرهاب وانعدام الأمن في المنطقة.