adsense

2019/09/09 - 5:57 م


ربما سيكون من الخطأ الإعتقاد أن المشاركة في المسيرة التي دعت إليها الكتابة الإقليمية لنقابة الإتحاد العام للشغالين بفاس مرتبطة بالدفاع عن الكاتب الإقليمي "ادريس أبلهاض"، واهم من يعتقد ذلك، المشاركة ليست مرتبطة بداعي الأسباب الكلاسيكية للاحتجاج المرتبطة بمطالب فردية أو فئوية أو قطاعية، بل وراء موجة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة فاس وستشهدها،أسباب أخرى بنيوية تتعلق بعدم قدرة المجلس الجماعي الذي يحظى فيه حزب العدالة والتنمية بالأغلبية المريحة على تنفيذ التزاماته، والدفاع عن المواطن البسيط وساكنة فاس التي ازداد عبؤها خلال السنوات الماضية،  وربما من أسباب المشاركة في هذه المسيرة أن مطالبها واضحة وكل إطار مناضل سيجد نفسه مع بعضها أو كلها.
ساكنة فاس مع مرور الشهور والسنوات على تولي العدالة والتنمية تسيير شؤون مدينتهم، بعدما وهبوه أصواتهم، يتحسرون على انخداعهم بخطاب عمدتها ورموز الحزب وطنيا ومحليا، في تجمعاتهم ولقاءاتهم المباشرة وغير المباشرة مع السكان، ولا زالوا يتذكرون ذاك "الزعيم الأممي" في أحدى خطبه بفاس وهو يشتكي من قصر ذات اليد التي لم تمكنه من إصلاع مطبخه وغرفة النوم، واستمر في البكاء والنحيب حتى غرقنا في دموعه وغرق هو في الملايين من جيوبنا.
منذ ذلك الحين  والحيرة تخيم على فاس وساكنتها، التي كانت تأمل الخير في شعار "فاس تستحق الأفضل" ليجدوا أن الأفضل في عرفهم هو الأسوء والأشد قسوة علينا.
 وعليه، فإنه إن كان من حسنات لهذه المسيرة فإنها ستصب في مصلحة  الحزب المتحكم في تدبير شؤون جماعة فاس ومقاطعاتها الست، حيث تعتبر فرصة للوقوف لتأمل وقراءة وتقييم"إنجازاته" فيما "فات" من زمن تدبيره، ومدى وفائه بما ورد في برنامجه الانتخابي من وعود بتحويل فاس إلى مدينة مثالية، وإصلاح أعطابها الاقتصادية والاجتماعية التي زادت من أجواء الاحتقان بها.
"فاس ليست بخير" الكل يرددها حتى زوار المدينة من العيون أو طنجة من السمارة أو وجدة، وحدك تقول "فاس بخير"، فهل تعيرنا نظاراتك حتى نرى فاس بهذا الجمال والخير الذي تراه أنت.
فاس ليست بخير، فاس ليست بخير.