adsense

2018/08/08 - 11:48 م

يونس أوعمر
بيان المجلس البلدي حول تأجيل المهرجان الرديف للقرية الأمازيغية بصفرو ، بيان لا يستدعي التحليل ولا التمحيص ولا المقارعة..بل قد لا يستدعي القراءة أصلا،  لولا ذلك الفضول الذي يستشعر العبث ، فيبحث بين ثنايا كلمات عبيطة عن فسحة للتأمل في قدرة الخالق على الخلق !
لا نحتاج هنا أن ننطلق من البيان لنبرهن بالترجح و بالخلف وكل أنواع الإستدلالات عن خاصية نقض الوعود، التي يمتاز بها البيجيديون.. كونها أضحت من المسلمات الْيَوْمَ ..
لا نحتاج هنا ، أن نعاتب بعضا من فاعلين لا يفعلون شيئا غير الإنقضاض على كل فرصة سانحة للإسترزاق، حتى ولو كانت خروجا عن إجماع بمقاطعة كل حدث يسعى لعزل الرافد الأمازيغي عن شيخ المهرجانات.. فقد قبح الله الفقر منذ زمن..
كما لا نحتاج إلى استغلال الفرصة لإظهار موقف أصولي واضح العداء من الثقافة والتراث الأمازيغيين.. فالفكر الإستئصالي - ومنذ زمن -لا يُؤْمِن بالتعدد ولا بفكرة الوطن الواحد الذي يجمعنا جميعا دون إقصاء أو تهميش..
لولا أن بعضا من تفاصيل البيان الغريب، تأبى وبطريقة تلقائية إلا أن تكشف عشوائية في التفكير .. لمنتخبين ينتظر منهم تنظيم مدينة بكل متقاعديها شيبا وشبابا .. ولمنتخبين أمازيغيين أبوا إلا أن يتنكروا لتراث مناطقهم وهم يبيعون وهما بيجيديا لأبناء جلدتهم غير آبهين بمواقفه العدائية من تاريخهم !
يقول البيان أن الدورة الإستدراكية للتراث الأمازيغي،المبعدة عن مهرجان حب الملوك بعدة أسابيع، قد تأجلت مرة أخرى بفعل قربها من عيد الأضحى المبارك ..
تخيلوا معي فقط ، كيف أضحت المصوغات عملية استغباء كبرى لكافة الأطراف المفترض فيها تلقي البيان
تخيل أن يتم برمجة نشاط في نهاية يونيو.. وبعد حوالي شهر يكتشف المخططون أن تاريخه قريب من تاريخ عيد الأضحى:  فإما أن خبرائنا المكونين في جامعة الأخوين من المال العام لا يشاهدون يومية التواريخ كما يفعل أبسط مواطن يسعى لتنظيم أبسط حدث.. وإما أن عيد الأضحى قد غير توقيته فحل محل المهرجان الرديف.. أو أنهم يستغبوننا جميعا !
وفِي الحالات جميعها، تنطق كلمات البيان بمعان موغلة في الجهل إما بأبجديات البرمجة.. أو بأبجديات التواصل !
أليس هو الإستغباء نفسه.. الجهل ذاته الذي دفعهم لتبرير الإلغاء بالمنطق الأمني، في حين كان بإمكانهم تنظيم القرية الأمازيغية على نفس المنصة التي احتضنت باقي الإحتفالات .. مناصفة !!
على الضفة الأخرى من تيار العدالة والتنمية الجارف لكل قيم ومعاني الهوية في هذا الوطن، تقف بواخر منتخبين أمازيغيين أدخلوا البيجيدي إلى عمق الأطلس .. صامتة، لا مبالية بكل الإقصاء الذي هم جزء من منظومته !
يمشون بين ظهراني قبائلهم .. دون حرج، يسيرون على أرض لا ترى فيهم أكثر من عققة آخرين
دون أن يفهموا.. أنهم بعقوقهم وأنانيتهم لا يمثلون أكثر من بضعة نقط سوداء في تاريخ مكتوب ههنا منذ عهد إيغود !
هي جزء من معركة كبرى إذن، تبغي الحفاظ على تاريخ المنطقة، معركة ضد فكر أصولي يحاول الزحف على كل معاني الهوية المغربية بدعم من مرتزقة كثر .. معركة لا مكان فيها للمرتزقة  ولا المتاجرين..معركة،  تبدأ من مواجهة إقصاء ممنهج ، ولا تنتهي عند  طرح السؤال عن الجهة التي سهلت  استمرارية الرعاية الملكية لمهرجان تديره جمعية باطلة ..في عصر ربط المسؤولية بالمحاسبة !