adsense

2018/08/15 - 10:55 م

بقلم عبد الحي الرايس
رَهِينَة ٌبِأنْ تأتيَ الأفعالُ مُطابقةً للأقوال، فيكون الخطاب تُرجُماناً لها وعنواناً عليها، وإلا فهو تغريرٌ واحتيال، وزَيْفٌ وبُهتان.
وما تَخلَّفَ مُجْتمعٌ إلا بطغيان حضورِ فئاتٍ يتجافى الفعلُ لديْها مع القول:
- فتجدُ الواعظ يُبشِّرُ بما ياتي عَكْسَهُ في الواقع.
- والسياسي يُمْطرُ الناسَ بالوعود، ثم تاتي ممارساتُه مُخْلِفَةً لِلْعُهُود.
- والمُتاجرَ بالسلاح يُنظِّرُ للسلام.
والخائنَ المُتواطئ يتمظْهر بمظهر المُنافحِ المُدافع.
والْمُنحرفَ الضال يدعو للْعِفَّةِ والرشاد.
والتاجرَ المُحتال يُمجِّدُ الصدقَ والأمانة.
والجاهلَ بأصول التجارةِ والأعمال يَزْعُمُ الإلمامَ بشؤون الاقتصاد.
والمُتَهافِتَ على الاغتناءِ وتكديس الأموال، يَحُثُّ على الْجُودِ والإنفاق.
وكُلُّ هؤلاءِ وغيرُهم من أدْعياء الْعِفَّةِ والصَّلاح، يَصْدُقُ فيهم قولُه تعالى: "يأيُّها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كَبُرَ مَقْتاً عند الله أن تقولُوا ما لا تفعلون"
عُنْوانُ خرابِ الأمةِ وتَخلُّفِها أن يَكْثرَ فيها الأدْعياءُ القوَّالُون، ويَنْدُرَ فيها الصادقون الفعَّالون.
وبدايةُ التحول إنما تتحقق بتطويق مظاهر الزيف، وتسليط الضوء على مناقضةِ الأفعالِ للأقوال ، ليقترنَ ذلك بتقديم النماذج البانية، وإطلاقِ المبادرات الصادقة.
فالصدقُ يَعْلُو ولا يُعْلَى عليْه
والْكَذِبُ يَخْبُو ولا يُؤْسَى عليْه
والْمُصلحون الرواد ، يُجسِّدون القيم، ويُوَحِّدون الأمَم، تُؤكدُ صدقَهم الْمُمارسات، فيرقوْن إلى مستوى الرموز والزعامات .
والْمُتحايِلونَ الْمُمْتطُون، تفضحُهُم المُغالطاتُ والتناقضات، فتؤولُ أعمالُهم إلى حسرات ، ولا يَجْنُونَ من ذلك غيرَ الخيْبات، يُحاسَبُون ويُنْبَذُون، وفي سجل المُحْتالين يُصَنَّفُون.
والتاريخُ حافلٌ بنماذجَ من هؤلاء وأولئك، فلْيَعْتبِرْ أولُو الألباب، ولْيسْتفيدُوا من ذلك.