adsense

2018/08/08 - 12:45 م

بقلم عبدالحي الرايس
يَتيبَّسُ ويتقوَّض، تَتجفَّفُ مَنابِعُ الْخيْرِ فيه، تغيبُ عنه القدوة، وتَضْعُفُ فيه السلطة، وتتخلى عن دورها المدرسة والأسرة، تُسْهمُ في تخريبه الْمُدَبْلَجَات، تُحاكيها وتتغذى منها الْمُمارسات، فلا أسْرةٌ تحرصُ على حُسْنِ التنْشئة، ولا مدرسةٌ تسهرُ على تَعهُّدِ الناشئة.
فكيف يستقيمُ أمْرُ مجتمع تسُودُهُ الْوُصُوليةُ والاِنتفاعية، وتَهِنُ فيه إرادةُ البناء والإصلاح، وإشاعةِ روح العدلِ والسلام؟
المجتمعاتُ كَعَظِيمِ الدَّوْحِ وسَامِقِ الأشجار، إما أنْ تَخْضَرَّ وتنْشُرَ الظلال، وتاتي بخيْر الثمار، وإما أن يَجِفَّ عُودُها وتتساقط َأوراقُها وتصيرَ ريشةً في مَهَبِّ الأعاصيرِ والرِّياح.
والحياةُ والنماء لا يأتيانِ من فراغ:
- إنما هي رموزٌ وقاماتٌ تُجَسِّدُ العدلَ والبذلَ والخيْرَ والعطاء.
- وحَكايا من تُراثٍ زاخر، ونِضالٍ مُعاصر، تُمَجِّدُ الأوطان، وتسْمُو بالإنسان، تُهذِّبُ اللغةَ وتُزكِّي الْقِيَم، وتبعثُ على المحاكاةِ والاقتداء.
- وإراداتٌ لا تتوانى في البناء بتفانٍ ونُكْرانِ ذات.
فيما مضى كانتِ المسافةُ بين مُجتمعٍ نامٍ وآخرَ يَأْسَى لحاله، ويتطلعُ إلى النماء تُقدَّرُ بسنواتٍ ضوئية فاصِلة.
أثبتتِ التجاربُ خطأ التقدير، وأقامتِ الدليلَ على إمكانية اختزال المسافات، وتسريعِ البناءِ والتغيير.
وللذين عمَّمُوا الجهل ودأبوا على الزعم بأن المجتمع لا يرقى إلى مستوى النضج والقدرةِ على حسنِ التدبير، تحضُرُنا طريق الوحدة بشعارها الخالد:"نحن نبني الطريق، والطريقُ يبنينا" والمسيرة الخضراء، ووقْدَةِ الحماس لمسيرة الوحدةِ والِاسترجاع.
ولِمَنْ دأبوا على التيْئيسِ من قدرةِ الشعب على الانخراطِ في مسلسل الإصلاح والنماء نقول: كونوا صادقين، فقط كونوا صادقين، وأعلنوا عن أوراش الإصلاح والتغيير، وستجدون الآلاف من حَوْلِكُمْ مُصْطفين.....