adsense

2020/05/10 - 5:52 م

بقلم عبد الحي الرايس
شِعَارُ الوطن، بل هاجسُ كلِّ الشعوب في مُختلِف الأوطان، تُرفْرفُ الْحُرية فينْشطُ الخيالُ ويُشْحَذُ الذكاء، ويَجُودُ بالعطاء، وتُغَلُّ فتنطفِئُ النفوسُ، تَتعدَّدُ الكوابِحُ، ويَتعطلُ الاِجْتِهاد.
مَجَّدَها قومٌ فنَحَتُوا لها التمثال، وتَهادَوْهُ إعْلاناً لِحَقٍّ وتكريماً للإنسان، وهَتفَ الفارُوقُ عمرُ بنُ الخطاب: "متى استعْبدتُمُ الناسَ وقد ولدتْهُم أمهاتُهم أحْرَارا"
وتَخوَّفَ منها آخرون فتفنَّنُوا في وَضْع القيُود، وأمْعنُوا في التشريعات والتأويلات، إلى حَدِّ مُصادرة الأفكار، وسَلْبِ الْحُريات .
لا يُمَارِي أحَدٌ في أن للحرية حُدُوداً تقفُ عندها حين يَصِلُ الأمرُ إلى حدِّ الإضرار بالذات أو إيذاء الآخرين ولكنها حَقٌّ ينبغي أن يُصَان ويظل مكفُولاً حين تُمارَسُ إبْداعاً، أو تظلُّماً، أو دفاعاً عن حق، أو تعبيراً عن رأي، أو إعلاناً عن مَوْقِف.
لأجل ذلك أُحْدِثتِ الجمْعياتُ حمايةً لِلْبِيئة، وذَوْداً عن المُسْتهلِك، ودفاعاً عن الْهُوِيَّة، وترافعاً من أجل كلِّ حقٍّ من حقوق الإنسان.
وتكاثرتِ الْمَنابرُ الإعلامية ـ بكل أطْيافها ـ مُعَرِّفة بالمُسْتجدات والمُكْتسبات، مُنبِّهَة إلى الْخُرُوقات، مُندِّدة بالتجاوُزات.
حَلَّتِ الجائحَة بالبلاد، فأوْجَبَتْ اجتِهاداً حِفاظاً على حق الحياة، وأَمْلَتْ تشريعاً حماية للفرد من نفسه ومن الآخرين.
وفي غِمَارِ الْحَجْر يتطلعُ الجميعُ إلى بَارِقةِ أمَلٍ في الإصْلاح والتغيير، وتشجيعِ حُرية التعبير، إسْهاماً بالرَّأْي وإنْضَاجاً للبديل.
فالظرْفُ دقيق، والرِّهانُ كبير، فإما انفتاحٌ وإصغاءٌ وتجاوُبٌ مُتبصِّرٌ حكيم، وإما انْغلاقٌ وتصَامُمٌ وإمْعَانٌ في التكْميم، يُرْجِئُ كلَّ إصلاحٍ وتطويرٍ إلى حِين.