adsense

2020/05/15 - 2:27 ص

بقلم الكاتب الصحفي عيسى فراق ـ الجزائر
حديث السلام مع الذات، و شريك الحياة، و البيت و الأهل و الناس،و العالم كله.
إن الله سبحانه و تعالى خلقنا وحدة واحدة لا تنفصل، و كلما تفرقنا حل بيننا العداء،و لا أعني بذلك أن نقف فعليا ملتصقين، و لكن إحساس التوحد الذي يربطنا بال"آخر هو الأهم.
إن كل الأعمال الإنسانية الحاصلة من قبل القلوب الطيبة تحصل من إنسان تواصل مع ألم إنسان آخر في مكان ما، و قام بتقديم عربون محبة له، أو لها، الخير و السلام لهما قوة عظيمة مذهلة في نقل الأمور من حال إلى حال أفضل.
إن كل الأديان جاءت لتجعل الإنسان في حالة سلام، و توفر له حياة أفضل، فلماذا نجد المسألة معكوسة أحيانا، كان يقوم الإنسان بإضافة بهارات عنصرية، و يجعل حياته كلها حربا متواصلة مع الآخرين؟
كل الحروب تدار باسم الدين، و كل دين جاء للسلام، و هذا أكبر تناقض يعيشه البعض، إذ يحولون دعوة الله للسلام إلى دعوة للحرب.
و الحقيقة أن هذا الأمر له دور كبير في توليد التعاسة على المستوى الفردي، و ليس فقط على المستوى العالمي. فكم من أم تضرب أولادها بحجة أنها تريد مصلحتهم ليدرسوا، و كم من زوج يصفع زوجته بحجة أنه يريد أن يحافظ على بيته؟ إن الإنسان عندما يجعل الظلم سبيلا له، فإنه بذلك يدمر الدنيا، و ليس من حل إلا أن نبدأ بأنفسنا.
 واقعيا، أصبحنا ملوثين بمفاهيم كثيرة، و صار كل واحد فينا يحتاج إلى إعادة تفكير في ذاته لإزالة التلوث فيه. و هناك خطوات لإزالة هذا التلوث، و هناك طرق عديدة. و ما دام الإنسان ينوي تربية ذاته، فيمكنه أن يبتكر الطريقة التي يتعامل بها مع العنف و الأنانية و الحرب داخله، و كل ما سبق هي مرادفات واحدة. -واحدة من طرق تغيير نفسك أن تكتب قائمة ببعض الأمور الإنسانية الإيجابية التي في داخلك. سوف تذهل بكثرة الأمور الإنسانية لديك، و سوف تذهل لو أخذت الأمر بجدية و حولته إلى حالة تذكير مستمرة.
و ما يلي بعض النقاط أو الخطوات التي قد تعينك في ذلك:
1.    حارب فكرة خاطئة داخلك بأن الطيبة ضعف و القوة هي في العنف. و هناك فرق بين الضعف و الطيبة. الضعف حالة لا شعورية بأنك بلا إرادة. و الطيبة هي مقدرة على رد الألم، و لكن قرارك بعدم فعل ذلك يأتي من قناعة و ليس من قلة حيلة.
2.    راجع تاريخ الطيبة في حياتك. كم مرة عملت خيرا؟ و ما هو إحساسك بلذة عمل الخير؟ و كيف يمكن أن تأخذ هذا الأمر إلى كل مواقع حياتك؟
3.    قم بعمل إنساني لم تتصور يوما إن تقوم به. كما فعل صحافي أمريكي اسمه «جاك كيلي»، أنه في فترة تغطية أخبار حرب تحرير الكويت، ذهب ليأخذ صورا عن هزيمة الجيش العراقي. يقول:«رأيت في الطريق جثثا كثيرة. هؤلاء أعداء، و هذه جثثهم، لكنني، تركت كاميرتي و قمت بدفن الجثث، و لم أشعر بإنسانيتي قدر ما شعرت بها في تلك اللحظة».
إن الإيمان داخل الإنسان، و الفكرة الطيبة، قادران على خلق قوة تخلق فرقا، و لا تهتم بما يفكر فيه غيرك، بل تمتع بنشوة خلق الفرق و اترك الأمر لله.
4.    اعرف كيف تستخدم عاطفتك، حتى أقسى إنسان في الكون تأتيه لحظة عاطفة إنسانية. فلا تكبت هذه اللحظة، بل ادعمها، و اجعلها حية و حيوية.
5.    النية مثل العضلة تحتاج إلى تمرين. لذا، تعامل مع نيتك الطيبة بتدريب جيد وسترى الفرق. النية الطيبة هي أول خطوة للطرق الصحيح.
6.    آمن بإنسانيتك و قدرتك على أن تكون رائعا فالإنسان هو عدو نفسه. فكن صديق نفسك.