adsense

2020/05/15 - 2:35 ص

بقلم عبد الحي الرايس
في مَعْرِضِ حديثٍ مع صديق أوْرَدَ ذِكْراً ل"الشبكة العنكبوتية"، فسارعْتُ إلى تذكيره بأنها "الشَّابِكَة" وِفْقَ ما انْتهَى إليه الْمَجْمَعُ اللغوي بدمشق ـ أعاد الله عليه استقرارَه وإشعاعَه ـ سُرَّ الصديقُ بالمُصْطلحِ الجديد، وتساءَل: لِمَ لا يكونُ التبشيرُ به، وتَيْسِيرُ تعميمِهِ والْحَثُّ على توظيفه وتداوله؟ ! فندْأب على القوْل: نَتَوَاصَلُ عَبْرَ الشَّابِكَة
صادف ذلك هَوىً في نفسي، فمَنْ منَّا لا يسْتطيبُ التبْشِيرَ بِلُغةٍ قِوامُها رَصِيدٌ لا يَنْضَب، وإمْكَانَاتٌ لا تَنْفَد
ـ في هذا السياق أستحْضِرُ ما سبق لِلْمَجْمَع اللغوي بالقاهرة أن أقرَّهُ من إمكانية الإتيان بالمصدر الصناعي من الكلمة العربية بإضافة يَاءٍ مُشدَّدةٍ وتاءٍ إلى آخرها فيكون لها جديدُ الدلالة: ( أرض: أرضية ـ اشتراك: اشتراكية ـ رأسمال: رأسمالية ـ نرجس: نرجسية ـ منهج: منهجية ـ هُوَ: هُويَّة، وهي مناسبة لتنبيه مَن يتلفظون الهوية بهاء مفتوحة....)، وإضافةً إلى ما هو مُتداوَل كانت هناك فرصة لِلْإتيان ب "فسيفسائية" من فسيفساء، تعبيراً عن اللعبة ذاتِ الْقِطَع المُتناثرة التي يُعادُ وصْلُها ببعضها لتُعِيدَ رَسْماً أو تُرَكِّبَ لوحة، وتظل "فسيفسائية"قابلة لتجاوز الاستعمال من حيز الألعاب إلى مجال البحث والاستقراء.
وإشْكالٌ ظل عالِقاً لدى الكثيرين عند وُرُودِ ألفاظ العقود في صيغة الجمْع هل تُثْبَتُ فيها اليَاءُ أم لا؟ (ثلاثينات أو ثلاثينيات)، وفي ذلك اجتهادٌ نُوَضِّحُهُ في الآتي:
حين يتعلقُ الأمرُ بمُضاعفات ألفاظ العقود ( ثلاثون ألفا، أو ثلاثون مليونا أو مليارا، أو تريليونا فهي ثلاثينات و أربعينات وما إلى ذلك من ألفاظ العقود)
وحين يَخُصُّ الأمْرُ الأرقام العالقة بكل عَقْدٍ (31 ـ 32 ـ 33 إلى 39) فهي ثلاثينيات، وقِسْ على ذلك في باقي ألفاظ العقود: أربعينيات ـ خمسينيات ـ...الخ
مُتْعة اللغة في تداوُلِها، وتوظيفِها، والْوَلَعِ بالتحرِّي في ضبْطها، والتدقيقِ في فهْمِها واسْتعمالها، ورحم الله امْرَأً إذا اخْتارَ لِسَاناً تمرَّسَ به وأتقنَه.