adsense

2020/05/18 - 6:46 م

أوضح رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، أن الحالة الوبائية بالرغم من التحكم فيها، فإنها غير مطمئنة بالكامل، مما دفع بلادنا إلى اتخاذ قرار تمديد حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي لمدة ثلاثة أسابيع.
وقال رئيس الحكومة، في الاجتماع المشترك للبرلمان للاستماع إلى بيانات تتعلق بقضية تكتسي طابعا وطنيا هاما طبقا للفصل 68 من الدستور المنعقد يوم الاثنين 18 مايو 2020 حول موضوع "تطورات تدبير الحجر الصحي ما بعد 20 مايو"، إنه تقرر تمديد حالة الطوارئ والحجر الصحي لأن الوضعية الوبائية ببلادنا غير مطمئنة بالكامل من حيث معدل التكاثر واستمرار بروز بؤر وبائية عائلية وصناعية بين الفينة والأخرى في عدد من المناطق.
وتأسف رئيس الحكومة، خلال بسطه دواعي تمديد حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، لتسجيل بعض أوجه التراخي في احترام مقتضيات الحجر الصحي، مما "قد يتسبب في انتكاسة لا يمكن تحملها، كما لا نقبل أن نجازف بالمكتسبات التي راكمناها بتضحيات مقدرة من الجميع، طيلة المرحلة السابقة للحجر الصحي".
وأضاف رئيس الحكومة أن بلادنا راكمت عدة مكتسبات منذ ظهور أول إصابة بوباء كورونا في بلادنا، بداية شهر مارس الماضي، لكنها لن تسمح بالرجوع إلى الوراء أو تسجيل انتكاسة، مبرزا أن "عملية الخروج من الحجر الصحي أصعب من الدخول فيه، لما فيها من تعقيدات واعتبارات متداخلة؛ صحية، وطبية، واقتصادية، واجتماعية، ومجتمعية، ونفسية، وسلوكية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عددا من المعايير".
واستحضر رئيس الحكومة مجموعة من المؤشرات التي كانت وراء قرار تمديد حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، وفي مقدمتها  معدل التكاثر (Rt) الذي لم يعرف بعد استقرارا لمدة أسبوعين، بقيمة أصغر  من 1، إلى جانب  بروز كثرة البؤر الصناعية أو التجارية أو العائلية أو غيرها. إذ عرفت بلادنا  منذ بداية الوباء  467 بؤرة في عشر جهات، أحصي بها أكثر من 3800 إصابة، مما يعني، يؤكد رئيس الحكومة، "جدية الموقف وصعوبته، خصوصا مع اقتراب العيد، وهو ما يحمل لا قدر الله مخاطر بروز بؤر عائلية بالنسبة للذين لم يلتزموا بالحجر الصحي وبالاحتياطات والإجراءات الوقائية".
وعبر رئيس الحكومة، في هذا الاتجاه، عن تقاسمه ما يشعر به المواطنون من قلق، ويتفهم انتظاراتهم، "أعلم أن الكثير منهم قد نال منهم التعب من جراء الحجر الصحي طيلة قرابة شهرين، خصوصا وأننا نعيش هذه الأيام والليالي المباركة وعلى مشارف عيد الفطر، الذي يكون عادة مناسبة للتزاور وصلة الرحم، لكن لا يمكن أن نحول فرحة العيد لقرح ولحزن".
إلى ذلك، وإلى جانب تمديد حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، أوضح رئيس الحكومة أن الحكومة أعدت رؤية عامة لتدبير الحجر الصحي خلال المرحلة المقبلة، في أبعاده المركزية والقطاعية، وهي خلاصة عمل جماعي للحكومة بكل قطاعاتها، انطلق منذ بضعة أسابيع.
وتطرق رئيس الحكومة لشروط ومبادئ تخفيف الحجر الصحي وإلى مختلف التدابير التي ستتخذ على صعيد القطاعات وإلى خطة إنعاش الإنعاش الاقتصادي، داعيا إلى ضرورة الاستمرار في التضامن والتلاحم الوطني وتقوية الثقة في المؤسسات في هذه الظرفية الصعبة.