adsense

2020/05/18 - 6:37 م

بقلم الكاتب الصحفي عيسى فراق الجزائر
ما هو سبب ظاهرة التسول غير الحضارية المنتشرة فـي مدننا؟ هل هو العوز والفقر والفاقة والترمل واليتم؟ إذا أين هي ثروات البلاد، البلد النفطي،وكيف تنفق الحكومات فـي بلدنا مثل هذه الثروة إذا كان عدد المتسولين فـي الشوارع يقارب عدد المارة!!
أصبحت رؤية النساء المتسولات في الشوارع من المناظر المألوفة في مدننا هذه الأيام، حيث تتعدد أعمارهن وأشكالهن بين امرأة كبيرة ، وشابة جميلة منقبة، إلى جانب رجل كبير معوّق، وطفل صغير ذليل.. كلهم يشتركون في هدف واحد وهو استدرار ما في جيوب المارة من إحسان بشتى الوسائل والسبل. ومن خلال الملاحظة وجدت أنّ معظم شريحة المتسولين هن من النساء، وهو ما دفعني لأن اكتب عن هذا الموضوع،
سؤالٌ لا بُد أن يطرح في مثل هذا الموقف، وهو: ما الذي دفع هذه المرأة إلى هذا العمل المهين؟ هل هي الحاجة الملحة التي أفقدتها كرامتها وعفتها؟ فهي قد تكون ابنة أو زوجة أو أما أو أختا؟ تعيل أفواها جائعة دفعتها لتترك المنزل لساعات طويلة خارجه باحثة عن لقمة العيش؟ أو هو غياب المعيل لها ولعائلتها سواء كان الزوج أو الأب أو الابن؟.  
 البعض يرى أن ظاهرة تسول النساء مهنة وراثية تزاولها الأم، ويتوارثها البنات من بعدها، مدللا بذلك على وجود المتسولات في الشوارع ووجودهن قرب المساجد وخاصة يوم الجمعة حاملات للأطفال الرضع، وأوراق يقال أنها تقارير طبية كوسيلة من وسائل استعطاف المصلين، ناهيك عن وجودهن في الأسواق والمحلات والمطاعم، بل وحتى داخل عيادات الأطباء! وكلهن يتفنن في التسول وتبتكر كل منهن وسيلتها الخاصة، والبعض منهن يتظاهرن بالبكاء أمامك حتى ينكسر لحالهن قلبك، وأخريات يجلسن بقربك يشكين الفقر والعوز.   
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو سبب هذه الظاهرة غير الحضارية المنتشرة في مدننا؟ هل هو العوز والفقر والفاقة والترمل واليتم؟   
وربما يكون سبب الظاهرة وجود مافيا منظمة تعمل على تحويل مجاميع من الناس، ومنهم شريحة النساء، إلى متسولين ومتسولات محترفين ومحترفات، وهذا ما أثبته تحقيق في شرق البلاد حيث اتبعنا خيوط القضية، وثبت لنا وجود شبكة تنظم توزيع المتسولات على تقاطعات الطرق، وفي الأسواق، والأماكن الحيوية من المدينة! ورصدن سيارات خاصة توزع المتسولين صباحا ثم تعود إليهم مساء! أليس هذا أمر يستحق الاستغراب؟ أين هي الدولة التي تنفق المليارات على الجانب الأمني؟ ألم تتمكن أجهزتها من رصد هذه العصابات المنظمة؟ ومن يدري لعل هناك اتجارا بالبشر وسوقا للجنس الرخيص وما خفي كان أعظم.    
إلى جانب ذلك متابعة ومراقبة نشاط التسول والبحث عن أيادي خفية توظف فقر البعض وعجزهم وجهلهم لتحقيق الكسب الحرام، فالأجهزة الأمنية قادرة على تتبع خيوط مثل هذه الجرائم المخلة بالمظهر الحضاري لبلد غني بالثروات والخامات لاينبغي أن يكون فيه متسولون.