adsense

2020/05/15 - 10:59 ص

بقلم حميد طولست
قرأت اليوم على شبكة "النت" تدوينة نشرها الأستاذ الباحث الحسين آيت باحسن على صفحته التنويرية ، حول التنكر الأيديولوجي لمنجزات الكثير من الشخصيات المنتمية في بلدان شمال إفريقيا وبلادنا من بينها ، وعدم الإعتراف بؤهلاتهم العلمية والفنية، وعلى رأسهم عباس بن فرناس الذي لم تُخصص له حتى صورة واحدة في مطار من مطارات  هذه البلدان ، بينما  أقيم له في مطار بغداد تمثال يليق بعظمته، ونفس الشيء حدث في الولايات المتحدة الأمريكيةالتي اعترفت بتراثه العلمي والتكنولوجي المتنوع والمتعدد ، حيث أطلاقت وكالتها الفضائية "ناسا" إسمه على فوهة بركانية بسطح القمر !
لا اعرف السبب الذي يدفع بعض الناس للانتقاص الفطري والتقليل من قيمة رجالات بلدانهم وتبخيس قدراتهم ومنجزاتهم ؟! ويبقى تفسير ذلك الفعل اللاأخلاقي لغزا محيرا لا تعرف أسبابه ، التي قد تكون سايكولوجية او سيسيولوجية أو راجعة لنوع من انواع الحسد او السفاهة والحقد الغير المبرر ، وامثلة ذلك كثيرة في هذا الموضوع التنكر الذي ذكرني بأحد أصدقاء وزملاء الذين درست وإياهم بالمدرسة العليا للإساتذة بظهر المهراز بفاس ، والذي طُبق فيهم وعليه المثل العربي الشهير"مغني الحي لا يطرب" وهو الدكتور محمد بنعمارة واحد شعراء المغرب الذين أثروا المشهد الشعري العربي الإسلامي ، الذي غيبه الموت في مثل هذا الشهر ، والضبط في 12مايو/آيار 2007 بعد صراع طويل مع المرض.
وهو من الشعراء القلائل الذين دافعوا في الممارسة والنظرية عن هوية الشعر المغربي الإسلامي، التي ترفد خصوصياتها من أخلاقيات التراث العربيّ، ومن جماليّات اللغة العربية الحاملة للقيم السامية دون أن تدير ظهرها للقضايا القومية.
وهو من مواليد وجدة عام 1945 تلقى تعليمه بمدن وجدة والرباط ثم فاس التي نال برحاب جامعتها "محمد بن عبد الله" درجة دكتوراه الدولة في الآداب.
أصدر دواوين عديدة نذكر منها: "الشمس والبحر والأحزان" 1972، "العشق الأزرق" ديوان مشترك 1976، "عناقيد وادي الصمت" 1978، "نشيد الغرباء" 1981، "مملكة الروح" 1987، "السنبلة" 1990، "في الرياح .. وفي السحابة" 2001.
وللشاعر كتابان هما: "الأثر الصّوفي في الشعر العربي المعاصر"، و"الصوفية في الشعر المغربي المعاصر: مفاهيم وتجليات" ، كما أنه نشط برنامجا إذاعيا يهتم بالشعر يدعى "حدائق الشعر"، وقد امتد هذا البرنامج ثلاثين سنة.
رحمك الله يا صديقي ..