adsense

2018/08/12 - 12:45 ص

 بقلم الأستاذ حميد طولست
لم أفكر يوما في أن أسأل عن السيل المتواصل والامتناهي للأسئلة المحيرة والمربكة التي تحاصر حياة المواطن المغربي من كل جاهاتها، بل ولم يخطر ببالي قط ، أن أتساءل عن علامات التعجب والاستفهامات التي تتوارد عليه في كل حين ومن كل صوب ، ويصعب الهروب من قائمتها الطويلة والحساسة ، وهي أكثر من أن تُحصى ، والتي منها ما تطرح في مناسبات بعينها ، ومنها ما يتردد وبجرأة لافتة في أكثر من مناسبة ، ومنها ما يصدر في الصحفية  وينشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، ومنها ما تفرزه السهرات العائلية ومسامرات المقاهي ، ومنها ما تنتجه لقاءات النوادي الثقافية والاجتماعية، ومنها ما يتسرب من حلقات الذكر والدروس الدينية ،وغيرها كثير من مصادر التساؤل والأسئلة والتي تبقى ، في مجملها ومهما كانت دوافع طرحها، وما تعنيه إثارتها من معان ومغازي ، أسئلة مشروعة تبحث عن أجوبة شافية لما تضعه من أيد على المشاكل المعقدة التي تمس المجتمع في الصميم،  وما تكشفه من علل متشابكة ، تصيب حياة الناس الاجتماعية، وتعكر حاضرهم ومستقبلهم وأمنهم الاجتماعي ، والتي مع الأسف الشديد لا تلقى ما تستحق من العناية والإقناع ، ولا تطرح أسئلة جادة حول الأسباب الرئيسة التي أوصلت المواطن للتهامس بكل أشكالها البسيطة والمحرج ، ولا تُفتح تحقيقات شاملة وشفافة حول ما تنبش عنها من أوجه الخلل والوجع المتصلة بأحوال الوطن ، وما تعريه من دوائر العبث المرتبطة بمصالح المواطن ، وتقابل جميعها بتلكؤ وتباطؤ وإصرار الجهات المسؤولة على الرفض و التغاضي عن الإجابة ، واكتفائهم بالصمت والتفرج فقط، وكأن الأمر سر من الأسرار الدولة التي يجب أن لا تفشى ، أو أن هناك من يأبى إلا أن يعيش المواطن في حالة من التوجس والقلق والخوف مع الشائعات وبالونات الاختبار التي تطلق مرارًا حول العديد من قضاياه المصيرية ، التي لا يريد إلا أن يفهم الكثير عنها-والذي هو من كامل حقه- لكنه لا يتلقى إجابات ، تطلعه عن كيفة وأسلوب إدارة أموره ، ما يدفعه ولطيبته يتمادى في طرح الأسئلة التي لا حصر لها ، والتي لا يجب الاستهانة بها ، وبدوافعها، وبما تعنيه إثارتها ، لأنه لمؤسف جدا أن يستهان بالأسئلة المطلة بشكل بالغ الفجاجة من رأس كل مواطن ، مهما كانت محرجة ، وأنهُ لموجع كثيرا أن لا يجد المرء من يسأله عما يقلقه ويسوّد أيامه العجاف..
في ظل هذا الاستهتار بأسئلة المواطنين ، الذي يفضح نفسه بنفسه ودون حراك مجتمعي ، والذي لا أحد يعرف على وجه الدقة ، ولا حتى بشكل عام إلى متى سيستمر ، نكون أمام كارثة تكاد تضعنا ، إن لم تكن قد وضعتنا وانتهى الأمر، في وضعية لا أخلاقية ولا اجتماعية ولا سياسية ولا دينية ، ستقابل بلا شك أو ريب، بحساب عسير من المواطن المستهتر بأسئلته، وعلى رأس المستهترين كلهم ممثلوه في البرلمان ، الذين لن يغفر لهم خطيئة تجاهلهم لأسئلته التي ما انتخبهم إلا من أجل الخروج بها إلى دائرة الوضوح والشفافية والتطبيق ، بعيدا  كل البعد عن النوايا الطيبة والتطمينات المعلنة، التي تخفي خلفها صادم النوايا المبيتة التي تبقى هي الأخرى أسئلة بدون إجابات محددة ومقنعة.
لاشك أن الحقيقة الصادمة التي نحمل أوزارها مند أزمان وتثير قدرًا لا يستهان بِه من التساؤلات المقرونة بعلامات تعجب شتى حول قضية التهاون والتغاضي والرفض المتعمد والممنهج الذي وصل حد الشرعنته لدى الجهات التي يفترض أنها المسؤولة عن الإجابة على الأسئلة المؤرقة لضمائر المواطنين !!
 وفي الختام أهمس في أذن كل المسؤولين المحترمين ، رجاءا ، كفاكم مماطلة وتأخيرا في الإجابة عن أسئلة المواطن المصيرية ، وركبوا سماعات الأذن حتى تسمعوا أسئلتهم وتشعروا بما تحمله من أنين يلازمها ملازمة الظل ، وتجيبوا عنها - إذا كنتم حقا تريدون الاستقرار لهذا البلد وشعبه -بما يشفي غليله ويروي شغفه ، مادامت الأسئلة  ماتزال همسا خجولا ، وقبل أن ترتفع وتيرتها وتصبح دوياً هادرا لا تقدرون على مواجهته أو الهروب منه ، مهما حاولتم وتحايلتم ...
وكل سؤال وأنتم بألف جواب !!؟؟...