adsense

2020/10/03 - 1:40 م

بقلم عبدالحي الرايس

الوطنُ مَسْقِطُ رأس المرْء أوْ حيثُ يُقيم، ومَنْ سكنهُ حُبُّ الوطن صار مَجْدُهُ لَدَيْهِ وعُلاه أقصى غاياتِهِ ومُناه، وألهمهُ اختياراتِه في مَوَاقِفِه ورُؤاه.

ولروح المواطنة أماراتٌ وتجليات، تسْمُو عن التبجح ورفْعِ الشعارات

ومن علامات الهوى أن تنشد السلام وتُضْفِيَ الجمالَ على من تَهْوَى

والناسُ يتمايزون في تعلقهم بالأوطان ، وسعْيِهم في ازدهارها ونمائها، وعلى قدر الهوى يأتي النضالُ،

فكم من مُزْدادٍ ببلد وليس له من الانتماء إليه غيرُ بطاقة الْهُوية وكل ما فيه تحقيقٌ للذاتية، وخدمة للوصولية، وجلبٌ  للمغانم النفعية.

وكم من وافد على بلد استقر به وتملكه سِحْرُهُ وبَهاه، وصار تقدمُهُ والارتقاءُ به طِلْبتَه ورائدَ خطاه.

وَرُوحُ المواطنة قيمة تُسْنِدُ القيم، تُتَعهَّدُ لدى النشْء، وتبعث على الإخلاص والجِدِّ في العمل

ومن ثم كان على مُعِدِّي الأجيال أن يتحينُوا الفُرَصَ لزرع خير الخصال، فَلَطالَما كان هوى الأوطان باعثاً على كل تغيير وإصلاح.

وأذكر ولا أنسى معمارياً وافداً على مدينة لم تكُنْ مَسْقِطَ رأسه، ولكنها تملكتْ روحه وعقله، فصار بها مُقيماً، ولخيرها ساعياً، وعن مكانتها منافِحاً ذائداً.

أنجز بها خير التصاميم، وصار ببهائها حالماً، وعن توازناتها مُدافعاً شرساً، فأقام الدليل على أن روح المواطنة ليست مقصورة على المزداد الحاصل على شهادة الإثبات، وإنما هي ميزة كل مسكون بحب الديار، مهووس بجلب الخير للبلاد والسعي لرفعة الأوطان.