adsense

2020/10/14 - 9:44 م

 

بقلم عبد الحي الرايس

تُنظَّمُ الندوات، وتتنافسُ الأقلام، دفاعاً عن حق الحياة، ومُطالَبَةً بإلغاء عقوبة الإعدام، تدْعمُها جهاتٌ طالما استطابت غزو الشعوب، ونهْبَ الثروات، ومصادرةَ حق الحياة .

وتتتالى حوادثُ القتل والاغتصاب، لذكور وإناث، في سِنٍّ غضَّةٍ، ومن مُختلِف الأعمار، يتجاسَرُ على ذلك مَنْ تُلْتمَسُ لهم ظروفُ التخفيف، ويُصانُ لديهم حق الحياة، فيُسْجنون فترة، وقد يُمَتَّعُون بعفو أو تخفيف، فيستأنفون سيرتهم الأولى، ويتفننون في الإجرام.

ويحضرُ توجيهُ خالق الأكوان، مُنصفِ العباد من العباد: "ولكم في القصاص حياةٌ يا أوْلِي الألباب"

 يُتجَاهَلُ التوجيهُ الرباني فتصغُرُ النفوس، وتُسيْطرُ الأهواء، وترتفعُ وتيرةُ العدوان، مُخلِّفَةً مَآسِيَ ونُدُوباً لا تلتئمُ على مَرِّ الزمان.

يُعزِّزُ ذلك التنْبِيهُ الربَّاني:" إن الذين يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة، والله يعلم، وأنتم لا تعلمون"

تُرَى لو رُفِعَ سقفُ العقوبة، ونُفذ الإعدامُ في بعض الحالات، ألن يصيرَ رادعاً عن التمادي في الإجرام؟ ألن يكون بحقٍّ صائناً للأعراضِ، ضامناً لحقِّ الحياة؟ !

وطبعاً، الوضعُ يختلفُ من حال إلى حال، فشتان بين من كانوا يُعدَمُون بسبب رأي أو موقف، وما أنزل الله بذلك من سلطان، وبين من يَثبُتُ عليهم الجُرْمُ، ويتأكد عندهم القصدُ الذي يُوجِبُ الرَّدْعَ، وإقامة الحدّ.

ما يحدُثُ هذه الأيام، وما تَتداولُه مُختلِفُ أطياف الإعلام، من تفاقم الاختطاف والاعتداء، يَبْعثُ على وِقفةِ تبصُّرٍ وتأمُّلٍ واعتبار.

فإما تشريعٌ يَحْمِلُ على تقويم السلوك، وتهيُّبِ الاجتراءِ بالإثم والعدوان.

وإما تسامحٌ، والتماسٌ للأعذار، وإمعانٌ في المطالبة بإلغاء عقوبةٍ تكفلُ الردْعَ، وتصونُ حق الحياة، فتسُودُ الجريمة، ويصيرُ لكل مُعْتدٍ آثِمٍ مَنْ يهُبُّ لنجدته، وتبريرِ جريرته، وفي ذلكم بُهتانٌ أيُّ بُهتان.