adsense

2020/10/27 - 10:45 ص

سعيد شبري

هناك مثل شعبي شائع يقول : "لا دخان بدون نار"، وعودة شباط أثارت في الوسط الفاسي و الوطني دخانا كثيفا في وسائل التواصل الاجتماعي، تناسلت معها عدة روايات وقراءات وتأويلات، لعودة بعد غياب من المفروض أنه كان عقابي وأبدي.

لكن في عالم السياسة، هناك مبدأ يعمل به الجميع، وهو أن ليس هناك أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون؛ بل هناك مصلحة دائمة، هي التي تؤطر العمل السياسي وتتحكم فيه، ولن تخرج عودة شباط إلى المشهد السياسي عن هذا السياق، خصوصا إذا علمنا من مصادر مختلفة بمدينة فاس، أن الغياب الجسدي لعمدة فاس السابق، كان يوازيه حضور على مستوى كل الأنشطة السرية والعلنية لأنصاره في الحزب وهياكله الموازية، والموالين له في كل الأحياء.

ومن الأسئلة الحارقة التي يطرحها الراي العام، هل عودة شباط كانت تحت الطلب؟ وكيف تم السماح له بالعودة بعدما كان مغضوبا عليه حسبما تم تداوله في مختلف وسائل الإعلام؟، وهل هذه العودة تعتبر صفقة سياسية، للقيام بمهمة؟،وهل يقدر أهل الحل والعقد أن شباط هو الوحيد القادر على انجازها؟. التصويت العقابي الذي قطف ثماره حزب العدالة و التنمية، الذي ركب على عادته على موجة الغضب الفاسي على حميد شباط، بعدما ارتكب الأخير أخطاء قاتلة مست قوت المواطنين وكرامتهم، بتفويت الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس إلى شركة سيتي باص، وما ترتب عن ذلك من طردلأكثر من 500عامل وتشريدهم، وكذا التدهور الاقتصادي الذي عرفته المدينة، وضعف البنيات التحتية، وانتشار احزمة الفقر والجريمة بفاس، جعلت الميزان يختل ويفقد عرش مدينة فاس، بعدما كانت تعتبر استقلالية بامتياز.

اليوم أصبح جليا زيف الشعارات التي رفعها حزب المصباح، الذي عوض أن يشع نوره المدينة، زادها ظلمة وقتامة، فهل سينتفض الفاسيون، ويزيحونهم عن الكراسي، الذي ضخم أرصدتهم، ولم يقدموا للمدينة وسكانها شبئا يذكر؟ أم أن شعبيتهم زادت باعتماد نهج المظلومية، وستزيد بعودة شباط..؟.

إن العمل على تقليم أظافرهم يتطلب تحالفات وتقاطبات، كما يرى أغلب المتتبعين للشأن العام الوطني والمحلي، وأن عودة شباط تأتي في هذا الإطار، وأن العودة غير بريئة.