adsense

2020/10/16 - 8:28 م


بقلم ابراهيم فارح

"إذا ابتليتم فاستتروا" مقولة عمل بها السياسيون لزمن طويل، قبل أن يبتلينا الله بساسة من طينة الأزمي ومن هم على شاكلته، حيث تغيرت السلوكيات وتبدلت منظومة القيم، وأصبح هؤلاء يدافعون باستماتة عن مجتمع الريع، مجتمع لا يسمح بتغيير موازين القوى لمصلحة المصعد الاجتماعي، وقيم العمل والانتاج والعلم.

وهكذا غدا شغلهم الشاغل العثور على المغانم والمنح والرخص وامتلاكها، وأخذوا مسافة كبيرة بينهم وبين الاستثمار والأنشطة التنافسية التي تتطلب جهودا إبداعية وانتاجية، لصالح الأنشطة التي توفر الوصول إلى تراكم الثروة خارج الدورة الطبيعية، وغالبا ما يكونون على استعداد لخرق القواعد الرسمية أو اللجوء إلى دوائر السلطة والفساد للاستفادة منها.

محاربة آليات الريع، مهمة لن تكون سهلة بوجود الأزمي وأمثاله، فوضع حد للاستغلال "القانوني" للموارد والمقدرات الوطنية، والانتقال من منظومة الريع إلى الإنتاج، يتطلب رؤية شاملة وعملا طويل الأمد للإصلاحيين و" الموثرين" على حد تعبير النائب "المحترم"، وستواجه جبهة المقاومة كل أولئك الذين يرغبون في حماية مكاسبهم والحفاظ على الوضع الراهن، من المنظمات والشخصيات الأكثر نفوذا سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

صراخ النائب البكاي داخل قبة البرلمان، حرك السكين في الجرح الغائر في جسد هذا الشعب، وزاد من حدة الامتعاض و الغضب الشعبي ضد الامتيازات التي يستفيد منها هو وأمثاله، فأي عدالة أو منطق وظيفي أو سياسي يخول للبرلماني الاستفادة من تقاعد مريح نتيجة "عمل" لا بتجاوز في حده الأقصى أربع سنوات.

فالنائب البرلماني ليس موظفا وما يتقاضاه ليس أجرا بل مكافأة، وبالتالي فإن حصوله على تقاعد يجب أن يتم التراجع عنه، فالموظف يفني عمره وسني شبابه ولا يحصل إلا على تقاعد محدود، لا يسد ثغرات علاج العلل والأمراض التي أصيب بها نتيجة ضغوط سنوات من الكد والعمل.

لكن أعود وأقول، أن الريع ليس هو الذي يجب أن يقع عليه اللوم، ولكن كل اللوم على هذه الثقافة الوطنية والرسمية التي ينتجها الريع، ويكرسها تجاهل حتمية العمل والجهد في مقابل تحقيق الربح، إنها تنشر عقلية تعزز الاستيلاء على الغنائم والامتيازات وكل ما هو "بيليكي" وكل ذلك ب " ديبشخي" و " تاحراميات"

اعتذار:

أعتذر للقراء الأعزاء، اعتذارا يليق بوفائكم وكرمكم عن استعمال كلمات "شعبوية".