adsense

2020/10/06 - 9:06 م

بقلم عبدالحي الرايس

تأتي بَعْدَ التي للأنبياء والمرسلين فهؤلاءِ مَناراتٌ للإنسانية، وهُداةٌ للبشر وأولئكَ مُتعهِّدُو النشْءِ، ومُرشِدُو مُتلمِّسِي الطريقِ إلى الحياة.

مِيزَتُهُم الأولى حُبُّ المهنة، والإقبالُ عليها بإيثارٍ ووَلَع، وسِمَاتُهم التفاني في العطاء، والشغفُ بالحلول مَحَلَّ الآباء، لا يهدأ لهم بال، ولا يطيبُ لهم عيْش، إلا باقتيادِ كُلٍّ في طريقه، وتمكينِهِ من تحقيق ذاته.

هُمْ مع النبغاء إذا انْمَازُوا وأحْرَجُوا، ومع الجادِّين إذا كَدُّوا وتساءَلُوا، وانْشِغالُهُم بالمُتعثرين يَظلُّ أكثر.

شُمُوعٌ تُضِيءُ طريقَ السالكين، وقلوبٌ تُغدِقُ الْحُبَّ على الْمُتعلِّمين، وعُقولٌ تتغذى من اجتهاداتِ الباحثين، وتتبارَى في إغْناءِ تجاربِ الْمُبْدِعين.

أولئك هُمُ المعلمون في جميع أطوار التعليم، دأبُهم غَرْسُ القيم، وتقديمُ المثال، ودَيْدنُهم التحفيزُ على التعلـُّم، والتشجيعُ على الانطلاق، وشعارُهم التفاني في العطاء، والانشغالُ بتحسين المجال، والمكابرة في مغالبة الصعاب، والصبر على الأدواء.

هم عند أقوام طليعة تتموْقعُ في الصدارة، وتحظى بالأوْلوية، فينْعكسُ ذلك على كافة أفراد الأمة، ويُذْكِي جَذوة التنمية.

وعند آخرين أُجَرَاءُ مَوْكُولُون إلى قَدَرِهم، يُكابِدُون صعوباتِ الحياة، ويُغالبون متاعبَ المهنة، والمُتفانُون منهم لا يجرُؤون حتى على ترديدِ مقولة سُقراط:"خذ ابنك عني، فأنا لا أستطيع أن أعلمه ما دام لا يحبني".

رسالة المعلمين أن يَغرِفُوا من حِيَاضِ المعرفة، وأن يجِدُّوا في تطوير أساليب المهنة، وأن يسهروا على إعداد النشء لتحمل المسؤولية.

ومسؤولية المجتمع أن يُقدر في المعلمين روحَ التضحية، والإسهامَ الفعال في التنشئةِ واستكمالِ التربية.

ولْيَذْكُرِ الجميع: الحاكمُ والوزير، المُهندسُ والطبيب، الْمُشرِّعُ والزعيم، أنه فيما انْتهَى إليه لِلْمُعلِّم مَدِين.