adsense

2019/10/09 - 4:51 م

بقلم عبد الحي الرايس
تتلاحقُ أسئلةُ المجال: بُمُكوِّناته، وتَناغُمِ أجزائه، بفضاءاتهِ وتجلِّياته، وبتوازناتهِ أو اختلالاتِه.
وحين تحضُرُ المدرسةُ الوطنيةُ للهندسةِ المعمارية، ينْعقدُ عليها عَرِيضُ الآمال في أن تُقدِّمَ خيرَ الزاد، وتُوفِّر أسُسَ الانطلاق، فيكون التمرُّسُ بمهاراتِ المحاكاةِ والتشخيصِ والمُمايزةِ والانتقاد، لياتيَ دَوْرُ التميُّز والعطاء.
من هنا تصيرُ مدرسة المعمار بَوْتَقَةً مَوَادُّها العلمُ والتقنيةُ والثقافة، وإكْسِيرُها الخيالُ والإبداع.
سأل مُريدٌ شاعراً عن سبيله إلى الشعر فأجاب: احْفَظْ ألفَ قصيدة وانْسَها تصِرْ شاعراً.
وعلى نفس المِنْوال يُمكنُ القولُ لطالبِ هندسة:أَعِدَّ عَشراتِ التصاميم وتجاوزْها، وقِفْ على أعمال عمالقةِ المعمار وتَمَلَّهَا تَصْنَعْ تمَيُّزَك، وتُحقِّقْ ذاتك.
طموحُ المعماري ينبغي ألا يقفَ عند حدودِ رَسْمِ تصميمٍ وإبراز مُكوِّناتهِ، وتحديدِ أبعاده، فذاك حَدٌّ أدْنى قد يُؤمِّنُ عيْشاً، ولكنه لا يَنْقُشُ إسماً.
وخيرُ المعماريين من اقترن اسمُهُمْ بأعمالهم، وذاعَ صَيْتُهم بإنجازاتهم، مَهَرُوا أعمالهم بتوقيعهم، وصارتْ روائعُهم عنواناً عليهم: مُدُناً وأبراجاً ومتاحفَ، ومتنزهاتٍ وحدائق، ومرَكَّباتٍ جامعية، وإقاماتٍ سكنية، ومُنشآتٍ ثقافية ورياضية وغيرها...
وبين تحصيل اللَّقَب، وانتزاعِ التميُّز أشْواطٌ ومسافات، يقفُ عند بداياتها الْقَنُوع، ويَتلمَّسُ نهاياتها الطَّموح، فيتجاوز ذاتَهً وغيْرَهُ باستمرار، وينحتُ اسمه في كل الأعمال، ولا يقنعُ بما دون مواصلة البحث عن الكمال.
ذلكُم هو الرهانُ الذي ناملُ أن تسعى إلى كَسْبه طلائعُ المعماريينَ الشباب، فينعكس على معالم التراث إبرازاً وتثميناً، وعلى جديد المدن تخطيطاً وتجهيزاً، وعلى كل فرَائدِ المعمار استدامةً ونماءً....
ويبقى على أصحاب القرار ، محلياً ووطنياً - عند إعداد المشاريع الكبرى - عدم إقصاء المهندس الوطني، والحرص على منحه فرصته بِنِدِّيَّةٍ واستقلالية مع بعض الأسماء الدولية، مع تطبيق معايير التحكيم بكامل النزاهة والموضوعية.
وبذلك يتم التحفيز، ويتحقق مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع.